حذّرت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، من مغبة أن تتأثر العمليات الإنسانية الرئيسية في اليمن بسبب ضعف التمويل، الأمر الذي سيفاقم من معاناة ملايين اليمنيين ووفاة الكثيرين، في حال عدم توفير التمويل المطلوب.

ايران برس - ايران: وبحسب الأمم المتحدة، يتأثر نصف جميع برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن بنقص التمويل، وقد تمّ إغلاق 12 برنامجًا رئيسيًا من أصل 38 للأمم المتحدة، أو تخفيضها بشكل كبير. وخلال الفترة آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، واجهت 20 برنامجًا مزيدًا من التقليصات أو الإغلاق.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان: لا يوجد لدينا خيار. يقع على عاتقنا التزام أخلاقي يقضي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سيعانون، ومن الممكن أن يموتوا، لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاج إليه للاستمرار.
 
ومنذ نهاية العام 2018، أدارت الوكالات الإنسانية واحدة من أسرع وأكبر العمليات الإنسانية وأوسعها نطاقًا في التاريخ لإيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى 14 مليون شخص كل شهر. وأنقذ العاملون الإنسانيون في اليمن ملايين الأرواح.
 
وقالت غراندي: هذه عملية لها تأثير حقيقي. لقد منع العاملون في المجال الإنساني حدوث مجاعة واسعة النطاق، ودحروا أسوأ وباء للكوليرا في التاريخ الحديث، وقدّموا المساعدة لملايين النازحين. لا أحد يستطيع أن يقول إننا لم نُحدث فرقًا.
 
وأشارت إلى أن اليمنيين نجوا من الحرب الرهيبة بسبب ما قام به العاملون الإنسانيون وما زالوا يفعلونه كل يوم.
 
وفي نيسان/أبريل الماضي، تمّ تخفيض الحصص الغذائية لأكثر من ثمانية ملايين شخص في شمال اليمن إلى النصف، وأضطرت الوكالات الإنسانية إلى وقف خدمات الصحة الإنجابية في 140 مرفقًا، وتمّ قطع الخدمات الصحية أو تقليصها في 275 مركزًا متخصصًا آخر لعلاج المصابين بالكوليرا والأمراض المعدية الأخرى.
 
وتوقفت المخصصات لما يقرب من 10 آلاف من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، فضلًا عن توقف الإمدادات اللازمة لعلاج مرضى الصدمات الذين سيموتون على الأرجح دون علاج فوري، بحسب بيان أوتشا.
 
وحذّرت غراندي من أنه إذا لم يتمّ الحصول على التمويل بشكل عاجل في الأسابيع المقبلة، سيتمّ قطع 50 بالمئة من خدمات المياه والصرف الصحي وسيتوقف الحصول على الأدوية والإمدادات الأساسية لـ189 مستشفى و2,500 من عيادات الرعاية الصحية الأولية والتي تمثّل نصف المرافق الصحية في البلاد.
 
ومن المحتمل أن يموت آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والمرض، ومن المرجح أن تغلق 70 بالمئة على الأقل من المدارس أبوابها أو بالكاد ستستطيع العمل، عندما يبدأ العام الدراسي الجديد في الأسابيع المقبلة.  وسيضطر عشرات الآلاف من النازحين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، للعيش في ظروف غير إنسانية.
 
ويمثّل اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب العدوان السعودى ضده، إذ يحتاج نحو 80 بالمئة من السكان، أي أكثر من 24 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.
 
ويتزامن بيان غراندي مع اليوم العالمي لـ“العمل الإنساني”. وقالت: بما أن اليوم العالمي للعمل الإنساني ينبغي أن يكون يوم احتفال، إلا أن الأمر في اليمن نقيض ذلك.
22/77