إيران برس - إيران: وقد جاء في الرسالة ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین وأفضل الصلاة والسلام علی خاتم النبیین محمد وآله الطیبین الطاهرین وأصحابه المنتجبین
السلام علیکم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالی أن یتقبل طاعاتکم وعباداتکم في شهر رمضان المبارک کما أتقدم لکم بأطیب التهاني بمناسبة عید الفطر السعید وأسأل الله تعالی أن یجعله محفوفًا بالخیر لجمیع الأمة الإسلامية.
منذ أکثر من سبعة عقود والاحتلال الصهیوني مستمر بجرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطینی المظلوم وکان قد وصل تبجّح هذا الکیان الغاصب لدرجة جعلته یطمح باحتلال أراضي العالم الإسلامي من النیل إلی نهر الفرات لیتحکم بمصیر البلدان الإسلامية کي یتیح لهم ذلك أن یعثوا في الأرض فسادًا؛ ولکن ما تصدی لهذا العدوان علی العالم الإسلامی هو روح الجهاد و صحوة العلماء المؤمنین والفتاوی التي صدرت بوجوب محاربة الاحتلال في فلسطین وجمیع أنحاء العالم الإسلامي وهذا الکفاح مستمر حتی النصر النهائي واقتلاع الغدة السرطانية الصهیونية من الأراضي الإسلامية المقدسة وقد تجسدت کل هذه القیم في محور المقاومة الرشیدة وما زالت المقاومة في لبنان وفلسطین في مسارها المتقدم والمنتصر.
منذ ذلک الزمن وکل هذا الإجرام یحدث تحت أنظار العالم وبدعم من القوی الکبری وتواطئ بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو الصهیوني وأصحاب نهج التطبیع والتسلیم کانوا سابقًا یمارسون التطبیع تحت الطاولة إلا أنهم أظهروا حقیقتهم وبدأوا بالتطبیع العلني والتصفیق للصهاینة وفتح السفارات في البلاد العربية والإسلامية بعد ما صرّحوا بدون إستحیاء بأنه یجب أن یکون للصهاینة وطنهم الخاص في الأراضي المحتلة ناسین أهل فلسطین المشردین.
ولکن قریبًا هؤلاء المطبّعون وسادتهم سیندمون علی خیانتهم و هذا وعد الله في القرآن الکریم "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ منْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَی مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ".
لقد خطط الأمریکان والصهاینة لإضعاف محور المقاومة من خلال اغتیالهم للشهید اللواء الحاج قاسم سلیماني باعتباره أقوی شخصية کاریزماتیة وعسکرية تهدد وجود کیانهم الغاصب فإذا بشهادته المبارکة تتحول إلى لعنة تلاحقهم ونحن نری الیوم بکل وضوح ثمار دمه الطاهر وبرکات محور المقاومة لا سیما الآن وبعد الاعتداء الصهیوني علی أهل القدس وأهالی حي الشیخ جراح وبعد دخول المقاومة الباسلة علی خط الجهاد ضد العدو الصهیوني بکل وضوح نشاهد تغییر المعادلات وعودة فلسطین لتتحول إلی رمز للدعوة والمقاومة الإسلامية وقامت قوی محور المقاومة بتغییر تکتیکاتها المقاومة ضد العدو الصهیوني حیث أصبحنا علی منعطف تاریخي ملامحه تبشّر بالنصر القادم عاجلًا ومن علامات هذا النصر هو ضرب عاصمة الکیان الصهیوني و مستعمراته في عقر داره بینما بان فشل منظومات الباتریوت والقبب الحدیدية التي تحولت إلی قبب السخرية مقابل صواریخ المقاومة وفي الحقیقة قد تجلّت کلمة ولّی زمن الهزائم وأتی زمن الانتصارات فإذا کنا سابقًا نشاهد تحول دبابات الجیش الصهیوني التي زعموا أنه لا یُهزَم إلی ناقلات رفات الجنود فالیوم باتت الصواریخ تُمطِر أماکنه الحیوية وبناه التحتية، ولا ریب أن هذه هي بوادر انتصارات المقاومة التي ستُعید للأمة کرامتها وعزها فالیوم تحولت کل المقاییس وأصبح الکیان الصهیوني أضعف مما سبق ونحن الیوم أقرب ما نکون إلی القدس.
ولکن لا زال الیوم هناک نهج یحاول تغییر أولویات الأمة الإسلامية من خلال العمل الثقافي والإعلامي فبینما یطالب أبناء الأمة الإسلامية بتحریر کامل فلسطین إلا أن بعض الدول والمنظمات الإسلامية من باب الخیانة أو الجهل أو الغدر تعمل علی إحباط إنجازات المقاومة من خلال رفع کلفة أهل غزة وخفض مطالب الشعب الفلسطینی وکذلک العمل علی التفرقة بین فصائل المقاومة الفلسطینية وما هذا إلا عمالة وخدمة للصهیونية الأمریکية وخذلانًا للأقصی المبارک وحقوق أهل فلسطین.
إننا ومنذ انتصار الثورة وقیام الجمهورية الإسلامية في إیران قیادةً وحکومةً وشعبًا ننادي بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني وهذا النداء لم یکن إلا منبثقًا عن المبادئ ومعتقداتنا وفقهنا الإسلامي الذي صرّح بنصرة المظلوم والتصدي للظالمین وهذا ما صرّح به الدستور الإیراني المنبثق عن العقیدة الإسلامية وقد أعلن الإمام الخمینی (رحمه الله) عن یوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارک واستمر الشعب الإیراني في هذا النضال وبذل أقصی جهده ونفسه ونفیسه من أجل فلسطین وإحیاء کرامة الأمة الإسلامية والشعوب الإسلامية ومن هذا المنطق ندعو جمیع أبناء الأمة الإسلامية والعلماء و إخوتنا إلى ما یلي:
1. نطالب جمیع إخواننا وأخواتنا بالسعي نحو الوحدة الإسلامية ونبذ الخلافات ونبذ الفرقة والتأسیس للحوار الإسلامي ورفض أنواع العصبية والعنف والتطرف کما نؤکد علی رفض أي نوع من الإهانة لرموز المذاهب والأدیان الأخری ونؤکد أن هذا هو نوع جدید من المؤامرات التي خططت ضد وحدة الأمة الإسلامية.
2. ندعو الجمیع للمطالبة بقطع جمیع العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية مع إسرائیل وحظر منتجاته وإغلاق سفاراته وقنصلیاته في جمیع البلاد وترک جمیع المفاوضات الخفية والمعلنة مع إسرائیل والتخلي عن العار الناتج عن التطبیع وفتح سفارات الصهاینة علی أرض المسلمین.
3. ندعو الجمیع للتعبیر الصریح عن رفض جمیع أنواع وأشکال التطبیع والمفاوضات والاستسلام.
4. ندعو جمیع الشعوب والدول الإسلامية إلی الدعم المالي والاقتصادي السریع والمکثف للمقاومة في فلسطین و لبنان.
5. نحثّ جمیع المنظمات الجهادية في فلسطین إلی الوحدة والتکاتف من أجل التصدی للکیان الصهیوني الغاشم لیکونوا یدًا واحدة في مواجهته کما نطالب إخوتنا الفلسطینیین بعدم الوقوع في فخ المطبّعین والمتآمرین الذین یحاولون الالتفاف علی إنجازات المقاومة وکسرها متلبسین بحجة حقن دماء أهل غزة وکذلک نحذّر الجمیع من الوقوع في فتنة الفرقة أوالوقوع في فخ التقسیمات الجدیدة تحت مسمیات رنانة ومزاعم الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني.
6. نؤکد أن القدس هي عاصمة فلسطین وأن المسجد الأقصی هو القبلة الأولی التي لا یجوز ولا یمکن لأي مسلم التخلي عنها في أي حال من الأحوال ونؤمن بأنها ستعود لأحضان الأمة الإسلامية.
7. نؤکد أن ضمان حقوق الشعب الفلسطینی لا یمرّ إلا عبر طریقین؛ أولهما یتمثل بإجراء استفتاء حر وشامل یشارک فیه جمیع أبناء فلسطین الأصلیین لتقرير مصیرهم انطلاقًا من مبدأ حق تقرير المصیر المصرَّح به حسب مواثیق الأمم المتحدة والطریق الآخر هو خط الجهاد والمقاومة المبني علی مبادئ العقل والفطرة وأساس الدفاع المشروع ضد المحتل.
8. باسم الحوزات العلمية ووفقًا لفتاوی المراجع العظام نعلن بصراحة أن دعم المقاومة في فلسطین وغزة والمساهمة في تعزیز قوی محور المقاومة واجب شرعي علی عاتق جمیع أبناء الأمة الإسلامية حکومةً وشعبًا وواجب إلهي لجمیع أتباع الدیانات وواجب إنساني لکل إنسان ذي ضمیر کما أن أي مفاوضات مع العدو الصهیوني وأي صداقة وعلاقة معهم حرام شرعي وإلهی وإنساني.
إن الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الإیرانية وأنحاء العالم الإسلامي من منطلق التعالیم الإسلامية في القرآن الکریم والسنة النبوية الشریفة واتباعًا لإرشادات مراجعها العظام دامت بركاتهم وسماحة السید القائد الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف) تؤمن بأن الحل هو وحدة العالم الإسلامي من أجل التصدي لمؤمرات الأعداء وفي هذا الصدد یجب علی الجمیع أن یتکاتفوا من أجل المقاومة والجهاد ونعرب عن إستعدادنا و تهیؤ جمیع الطلاب والأساتذة والعلماء في حوزة قم المقدسة والحوزات العلمية للتعاون مع محور المقاومة والعالم الإسلامي من أجل تحریر أرض فلسطین العزیزة.
وفي الختام أرجوکم أن تقوموا بدورکم في دعم المقاومة في هذا المنعطف التاریخی ونطالب جمیع إخواننا في العالم الإسلامي بالتعبیر العلني عن إدانة العدوان الصهیوني الوحشي علی أهلنا في فلسطین وکذلک رفض جمیع أنواع التواطئ والتطبیع کما نؤکد علی ضرورة دعم محور المقاومة والشعب الفلسطیني في مسیرته المقاومة في التصدي لمؤامرات الأمبریالية الأمریکية والصهیونية حتی تحریر آخر شبر من أرض فلسطین وعلی رأسها القدس الشریف والمسجد الأقصی المبارک وهذا هو الواجب الدیني والاعتقادي والأخلاقي والحضاري الکبیر الذي لن یحدّه زمان ولا مکان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليرضا أعرافي
رئيس الحوزات العلمية
قم المقدسة
22