إيران لم تسمح بمشاركة الممثل الأمريكي ‏في مفاوضات فيينا من منطلق القوة وهو واقف في باب الفندق لمدة خمسة ‏أيام حتى رجع خاسئا وصاغرا إلى بلاده ورفضت حتى رفع العلم ‏الأمريكي فيها.

ايران برس_آراء:  عقدت الجولة الثانية من مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي المسمى بـ“خطة العمل ‏المشترك الشاملة” في العاصمة النمساوية، فيينا، يوم الخميس بين إيران والمجموعة ‏‏1+4 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) دون أمريكا التي عقدت هي الأخرى اجتماعًا غير رسمي مع ‏ممثلي هذه الدول عدا إيران.‏

وإيران لم تسمح بمشاركة أمريكا في هذه المفاوضات من منطلق القوة ورفضت حتى رفع العلم ‏الأمريكي في فيينا وأقلعت العلم من ‏الفندق ولم تسمح بحضور الممثل الأمريكي “روبرت مالي” ‏في المفاوضات وهو واقف في باب الفندق لمدة خمسة ‏أيام حتى رجع خاليا الوفاض وخاسئا وصاغرا إلى بلاده.‏

وبالتزامن مع الجولة الثانية من المفاوضات قامت إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 في ‏المئة ما أثار ردود فعل مختلفة حيث كانت بعض الدول الإقليمية بما في ذلك السعودية رفعت ‏عقيرتها بالصوت والصراخ منتقدة العمل الإيراني مدعية بأنها قلقة من الخطوة الإيرانية ذلك أنها (بحسب زعمها) تأتي على حساب الأمن والاستقرار الإقليميين إلا أن السؤال ‏الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الخصوص هو أين كانت السعودية حينما انسحب صديقها ‏‏“دونالد ترامب” من الاتفاق النووي ضاربا توقيع الإدارة الأمريكية السابقة والدول الأخرى ‏والقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي ولم تقم الرياض بعمل وفعل لمنع صديقها ‏وحالبها منذ الانسحاب من الاتفاق النووي ولماذا لم تكن قلقة من الاستقرار والسلام الإقليميين؟

وتزعم هذه الدول بأن لديها هواجس من التحركات والإجراءات الإيرانية فيما أن كل ما تقوم به إيران تندرج ضمن معادلة “الفعل“ و”رد الفعل” بمعنى أن ‏الخطوات الإيرانية في هذا السياق ليست إلا “ردة الفعل” فيما أن “الفعل” هو ما قامت به ‏أمريكا بدعم وتحريض من حلفائها وعلى رأسهم السعودية التي قامت بجهد جهيد لانسحاب ‏ترامب من الاتفاق النووي ومن ثم فرض إجراءات حظر خانق على الشعب الإيراني ظنا منها أن ‏الحظر سيركع إيران حكومة وشعباً.‏

وفي هذا الإطار فإن بعض الدول الإقليمية تطلب المشاركة في المفاوضات بين إيران والأطراف ‏الأخرى حول إحياء الاتفاق النووي حصولا على تطمينات من برنامج إيران النووي إلا أن هذه ‏الدول وتحقيقا لهذا الهدف يجب أن ترتب أوراقها مع إيران أولا ومن ثم تطلب الدخول في اللعب ‏مع الكبار في العالم وفي هذا السياق فإن إيران هي من طلبت أكثر من مرة لتحسين علاقاتها مع هذه الدول ومدت ‏يد الصداقة إليها إلا أنها رفضت واستقوت بأمريكا والكيان الصهيوني.‏

وهذه الدول تدعي بأن قلقها تأتي حرصا على أمن المنطقة واستقرارها غير أنها هي من قامت و‏تقوم بخلق توترات وتصعيد في المنطقة حيث جيشت جيوشها ضد شعوب المنطقة بدءًا من الشعب اليمني ‏مروراً بالشعب العراقي وصولاً للشعب السوري كما قامت بفرض حصار ضد دولة قطر بالإضافة إلى أنها قامت بإبرام صفقات ‏الأسلحة بقيمة المليارات من الدولارات استفزازا لإيران وتهديدا لأمن المنطقة واستقرارها.

د. جلال جراغي

الباحث في الشؤون الإعلامية والسياسية الإقليمية

66

اقرأ المزيد

يوم التوقيع على اتفاق التعاون الشامل بين إيران والصين يوم حزين للغربيين

إيران ترد على موقف الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج الفارسي