وشهدت المناسبة حضورًا واسعًا من العائلات والشخصيات المهتمّة بثقافة الشهادة، في أجواء وجدانية تبرز مكانة الشهداء في الوعي العام.
أهمية الخبر:
تعكس هذه المناسبة الارتباط الروحي والسياسي بمحور المقاومة، وتعيد تسليط الضوء على تضحيات شهداء حزب الله الذين شكّلوا الركيزة الأساسية في حماية لبنان بوجه العدو الإسرائيلي. كما يكتسب الاحتفال قيمته في ظلّ التطورات الأمنية الراهنة، حيث تعود ثقافة الشهادة لتتموضع في قلب المشهد العام كمصدر قوة وثبات.
الصورة العامة:
تميّز الحفل بحضور لافت من أبناء الجالية الإيرانية، وعوائل شهداء حزب الله مع رفع صور الشهداء وقادة المقاومة وتقديم كلمات وروايات تجسّد روح التفاني والفداء. وقدّم المنظّمون تكريما لعائلات الشهداء، إلى جانب معرض جانبي يتضمن أعمالًا توثيقية وثقافية مرتبطة بالشهداء وتجربتهم.
ماذا يقولون:
استهلّ حجة الإسلام العلامة السيد عيسى الطبطبائي الكلمات بالتأكيد أنّ الشهداء “تاجروا مع الله تجارةً لن تبور”، مشدّدا على أنّ ما تقدّمه الجالية وقوى المقاومة من جهود في خدمة عوائل الشهداء إنما هو “واجب شرعي وأخلاقي أمر به قائد الجمهورية الإسلامية، وهو أقلّ الوفاء لتلك التضحيات”. وأشار إلى الجهود التي يبذلها الإخوة في إيران لزيارة القرى والأرياف وتقديم دروع ورسائل مواساة لعوائل الشهداء تنفيذًا لتوجيهات القيادة.
وانطلاقًا من هذه الروح، روى الحاج علي رسلان مشهدًا مؤثرًا من ذاكرة الجبهات، مستعيداٌ قصة أحد الإخوة الذين واصلوا مهمتهم بعد استشهاد أغلب رفاقهم، واضطروا إلى عبور منطقة المواجهة لإيصال الإحداثيات الضرورية إلى وحدات المقاومة. لفت الراوي إلى اللحظات التي لاحقته فيها المسيّرات، متوعّدةً باستهدافه، قبل أن يلجأ إلى التوسّل بالسيدة فاطمة الزهراء (ع) قائلًا: “وأنا لذتُ بسترك يا فاطمة”. وأقسم أنّ الصاروخين انفجرا فوق رأسه دون أن يُصاب، ليصل إلى الجبهة ويُسهم في عملية ناجحة أُهديت روحًا لأمّ المؤمنين.
وفي مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء مع مدير مجمّع الإمام الخميني للجالية الإيرانية في بيروت السيد علي الطبطبائي، أكّد أنّ الجالية عملت خلال العام المنصرم على زيارة عوائل الشهداء، ولا سيما في منطقة بئر حسن، وأنّ هذه الفعالية تأتي امتدادًا لهذا العمل. ولفت إلى أنّ أربعين عائلة شهيد جرى تكريمها اليوم، بالتوازي مع افتتاح معرض ثقافي يُعنى بسِيَر الشهداء بالتعاون مع جمعيات ثقافية متعددة.
نظرة أعمق:
يعكس هذا الاحتفال أنّ يوم شهيد حزب الله لم يعد مجرد مناسبة سنوية، بل تحوّل إلى مساحة لإعادة إنتاج الوعي المقاوم وتعزيز قيم التضحية والإيثار التي تُشكّل حجر الأساس في صمود المجتمع اللبناني. ويقدّم دور الجالية الإيرانية مثالًا واضحًا على الامتداد الثقافي والوجداني لمحور المقاومة، وعلى وحدة المفهوم بين شعوب تشترك في رؤية واحدة حول معنى الكرامة والسيادة.
zahra moheb ahmadi