بيروت - إيران برس: انطلق في فندق الساحة بطريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم السبت، الملتقى التضامني الدولي لتحرير الأسرى في إطار مواجهة حرب الإبادة ودعم المقاومة، بمشاركة وفد فرنسي متضامن وعدد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية والأوروبية. 

وقد افتتح الملتقى المناضل جورج إبراهيم عبد الله بكلمة أكّد فيها تمسّكه بخيار المقاومة ووفاءه للشهداء ولدمائهم الطاهرة، داعياً إلى تعزيز الصمود في وجه الاحتلال والهيمنة. 
أهمية الخبر:
يأتي هذا الملتقى في لحظة إقليمية حرجة تشهد تصعيدًا واسعًا للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ويبرز كمنصّة لتجديد الالتفاف حول قضية الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين، وللتأكيد على وحدة الجبهة المناهضة للاستعمار والإبادة في المنطقة. كما يعكس استمرار الحراك الشعبي والدولي الداعم لقضية المناضل جورج عبد الله المعتقل في فرنسا منذ أكثر من ثلاثة عقود. 

الصورة العامة:
حضر الملتقى ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والوفد الفرنسي المتضامن، في أجواء مفعمة بالحماسة والتضامن، تزيّنت بالأعلام الفلسطينية وصور الأسرى والشهداء. وقد جرى توثيق الحدث بعدسة مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان. 

ماذا يقولون:
في كلمته الافتتاحية، شدّد المناضل جورج إبراهيم عبد الله على أنّ المقاومين لن يتخلّوا عن منطقهم ولا عن مواقعهم، مؤكّدًا أنّ تكريم الشهداء والوفاء لدمائهم يبقى واجبًا مقدّسًا لا يسقط بالتقادم. 
وأوضح أنّ اللقاء يشكّل محطة لتعزيز الصمود في وجه الاحتلال والهيمنة، سواء في لبنان أو فلسطين أو أوروبا، مشيرًا إلى أنّ هذا التضامن الأممي يعبّر عن وعي متنامٍ بعدالة القضية الفلسطينية وشرعية المقاومة. 
ومن جهته، وجّه ممثل المقاومة الفلسطينية هيثم عبدو تحية تقدير إلى جميع المقاومين والمتضامنين من لبنان والعالم، معتبرًا أنّ حضور هذا الملتقى هو موقف أخلاقي وإنساني قبل أن يكون سياسيًا. 
وأكد أنّ المناضل جورج عبد الله يجسّد "رمز الحرية الأممية التي تتجاوز الحدود"، وأنّ رسالته لا تخصّه وحده، بل تمتدّ إلى جميع الأسرى والمقاومين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب الذين يواجهون قيد السجون من أجل كرامة أوطانهم. 
وأضاف أنّ هذا الملتقى يجب أن يكون منبرًا لكل حرّ يرفض الذلّ والهوان، ويؤمن بأنّ الحرية والعدالة لا تُمنح بل تُنتزع بالنضال والمقاومة. 
أما نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، الحاج محمود قماطي، فقد أكّد في كلمته أنّ قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أنّ زرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة لم يكن صدفة، بل مشروعًا استعماريًا بريطانيًا وغربيًا هدفه تمزيق وحدة شعوب الشرق الأوسط. 
ولفت إلى أنّ ما يشهده العالم اليوم من مجازر في غزة والضفة الغربية يعبّر عن أبشع صور الإبادة في التاريخ الحديث، داعيًا إلى توحيد الصفوف وتعزيز التكامل بين قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسائر دول المنطقة لمواجهة هذا المشروع الإجرامي. 

النقاط الرئيسية: 
انعقاد ملتقى تضامني دولي في بيروت بمشاركة لبنانية، فلسطينية، وأوروبية. 
كلمة افتتاحية لجورج عبد الله تؤكد الثبات على نهج المقاومة. 
مداخلات من ممثلي المقاومة الفلسطينية وحزب الله تشدّد على وحدة الموقف ضد الاحتلال. 
إدانة جرائم الإبادة في غزة والضفة الغربية. 
تجديد الدعوة إلى دعم الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين في سجون العدو. 

نظرة أعمق:
الملتقى لم يكن مجرد فعالية رمزية، بل محطة سياسية ومعنوية تُعيد تثبيت موقع بيروت كعاصمة للتضامن الأممي مع فلسطين، وتربط بين حركات المقاومة في المنطقة والقوى اليسارية والتقدمية الأوروبية. كما يعكس حضور الوفد الفرنسي المتضامن تصاعد وعي جديد في الغرب ضد سياسات الكيل بمكيالين تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
ويؤكد هذا الحدث أن قضية الأسرى، وعلى رأسهم جورج إبراهيم عبد الله، باتت جسرًا لتوحيد قوى المقاومة والمناهضة للاستعمار، في زمن تتكثف فيه محاولات طمس رواية الحرية والكرامة من فلسطين إلى لبنان.

manouchehr mahdavi