أهمية الخبر:
تكتسب المناسبة أهمية مزدوجة: دينية واجتماعية باعتبارها محطة تواصل وتذكّر؛ وسياسية لارتباطها بخطاب الوحدة والمقاومة الذي يعيد تجميع مكونات محلية واسعة حول مشروع واحد. كما أن انعقاد الملتقى في هذه الفترة يعكس رغبة المنظمين في تحويل الذكرى إلى منصة لتوحيد الخطاب وخدمة العمل المؤسسي الاجتماعي والتربوي الذي ارتبط باسم الشهيدَيْن.
الصورة العامة:
شهد المجمع توافد رجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية، حيث سادت أجواء وجدانية تخللتها تلاوة قرآنية وكلمات تذكّر بتضحيات الشهيدَيْن. وتظهر لقطات الحضور احترام وتقدير لشخصيتيّ الشهيدَيْن، فيما رسّخ المنظمون طابع المناسبة كمؤتمر روحي-وطني يوحّد بين الخطاب الديني والاجتماعي حول مفهوم المقاومة والوفاء للمبادئ والمؤسسات التي أسساها الشهيدان. وقد وثّق مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان مشاهد حصرية عكست تفاعل رجال الدين وحجم الالتفاف حول المناسبة.
ماذا يقولون:
افتتح الشيخ غازي حنيني، رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان، كلمته قائلاً إن «ما أجمل أن تلتقي العائلة اللبنانية بكل مذاهبها الإسلامية، ومعنا الإخوة المسيحيون ممثلين بسيادة المطران، في لقاء نقف فيه مع سيد المقاومة وصفيه سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليهما)». وأضاف حنيني أن الهدف من التجمع هو تجديد العهد بالدعوة للوحدة والعمل المؤسساتي خدمةً للمجتمع.
ومن جهته اعتبر العلامة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أن «المنازلة اليوم هي منازلة الإيمان كله مع الكفر كله»، موضحًا أن ما وصفه بـ«مبادرات الاستسلام» لا يشكل بديلًا عن خيار المقاومة بل محاولة لتقويض إرادة الأمة. كما نبه الخطيب إلى أن مواجهة هذه المحاولات تتطلب تمتين الجبهة الداخلية ووحدة الموقف.
في سياق متصل، حذّر الشيخ ماهر حمود، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، من اعتماد الحكومات موقف الصمت أمام تجاوزات الاحتلال، مشيرًا إلى أن تجاهل المعاناة يضعف قيمة الموقف العربي أمام قضايا الأمة.
أما الشيخ علي قدور، رئيس المجلس العلوي في لبنان، فتوجه في كلمته بـ«قم يا سماحة السيد» محاطًا بوصف مآسي الساحل والقرى والمهجرين في سوريا، معربًا عن أسفه لما لحق بمدن وسواحل سورية جراء سياسات القتل والتكفير.
ونوه المطران جورج صليبا بسيرة الشهيدَيْن، وقال إنه عرَف السيد حسن نصر الله كشخص ودود جَرِيء ينبع من قلب نابض بالكرامة، مؤكداً أن قيمة التضامن الوطني تتجاوز الانتماءات الطائفية وتستند إلى احترام الإنسان وكرامته.
كما قدّم الشيخ خليل رزق من المركز الإسلامي للتبليغ قراءة مؤسساتية، مبينًا أن المشروع الاجتماعي والتنموي الذي رافق قيادة الشهيدَيْن انعكس في مؤسسات صحية وتعليمية تسهم في بناء الشخصية الوطنية.
وبالانتقال إلى شهادات المشاركين، أوضح عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ حسين غبريس في مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان أن «هذا اليوم يأتي في إطار مجموعة من الأنشطة والاحتفالات المتنقلة في معظم المناطق اللبنانية. أردنا أن يكون في هذه الفترة لقاء روحي ديني يجمع العائلات اللبنانية على تنوعها، إسلامية ومسيحية، ليشكّلوا دعامة لهذا العيش الواحد في لبنان… وأردنا من خلال هذا الجمع أن نفي ولو بعضًا من دين سماحة الشهيد السيد الأسمى سيد حسن ونقدم هذا العمل لله تعالى».
وفي مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان، قال أمين سر تجمع العلماء المسلمين الشيخ إبراهيم مصطفى البريدي إن «اللقاء الروحي الأول سيتبعه لقاءات أخرى بإذن الله، لأن هذا المؤتمر يجسد نهجاً يؤكد أن لا سبيل للانتصار على العدو إلا بوحدتنا الإسلامية: الوحدة باليد اليمنى، والسلاح باليد اليسرى، والقرآن في الرأس… ونريد قادة وحدويين قادرين على اتخاذ القرار الصلب».
النقاط الرئيسية:
رمزية المناسبة: تجديد العهد مع خط المقاومة، وتأكيد أن دماء القادة الشهداء ستبقى نبراسًا للأمة.
شهادات وجدانية: كلمات مؤثرة من شخصيات دينية مسيحية وإسلامية عبّرت عن الحزن والوفاء.
رسالة الوحدة: الملتقى جمع مختلف الطوائف تحت راية المقاومة، في مواجهة الفتن والعدوان.
قضية فلسطين: التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الأمة، رغم كل الأزمات.
دعوة للاستمرار: الوفاء للشهداء يكون بالسير على نهجهم، ومواصلة الرسالة التي استشهدوا من أجلها.
نظرة أعمق:
الملتقى يعكس تماهيًا وجدانيًا بين الروح الدينية والالتزام الوطني، ويُبرز كيف تتحول الذكرى إلى منصة لتجديد العهد مع القيم التي ضحّى من أجلها الشهداء. كما أن الحضور المتنوع من مختلف الطوائف يُظهر أن المقاومة لم تعد حكرًا على فئة، بل أصبحت وجدانًا جامعًا، وأن الشهادة باتت لغة مشتركة بين اللبنانيين في مواجهة التحديات.
manouchehr mahdavi