إيران برس - إيران: وقال سماحة قائد الثورة اليوم الخميس في هذه الرسالة: أرى من الواجب أن أهنئ الشعب الإيراني العظيم بمناسبة عدّة أمور؛ أولها: التهنئة بالنصر على الكيان الصهيوني المزيّف.
وأضاف رغم كلّ الضجيج والدعايات والمزاعم، سقط الكيان الصهيوني تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية وانهار.
أمريكا دخلت الحرب مباشرة لحماية إسرائيل لكنها لم تحقق شيئاً وتلقت صفعة قاسية
وقال قائد الثورة الإسلامية، أبارك للشعب الإيراني العظيم انتصاراً ثانياً، وهو الانتصار على النظام الأمريكي.
وأضاف: لقد دخل النظام الأمريكي الحرب بشكل مباشر، لأنه شعر بأنه إذا لم يتدخل، فإن الكيان الصهيوني سيُباد بالكامل، لكنه رغم هذا التدخل لم يحقق أي إنجاز يُذكر.
وأكد سماحته أن الجمهورية الإسلامية انتصرت في هذا الميدان أيضاً، ووجهت بدورها صفعة قوية على وجه أمريكا.
قائد الثورة الإسلامية يشيد بوحدة الشعب الإيراني: تسعون مليونًا وقفوا صفًا واحدًا دون تمييز في المطالب
کما أشاد قائد الثورة بالتلاحم الشعبي داخل إيران، واعتبره أحد أبرز الانتصارات الوطنية.
وقال سماحته: "التهنئة الثالثة أوجهها إلى الشعب الإيراني لاتحاده وتلاحمه الاستثنائي. بحمد الله، وقف شعب يبلغ تعداده نحو تسعين مليون نسمة بصوت واحد، كتفاً إلى كتف، متماسكاً ومتحداً، من دون أي تمايز في المطالب، خلف أهداف واحدة."
وأضاف: "هتفوا معاً، تحدثوا بصوت واحد، وأعلنوا دعمهم للقوات المسلحة. لقد أظهر الشعب الإيراني نُبله وشخصيته الفريدة، وأثبت أنه في اللحظات المصيرية، سيكون صوت هذا الشعب واحداً. والحمد لله، هذا ما حدث بالفعل."
النص الكامل للرسالة المصورة الثالثة لقائد الثورة الإسلامية إلى الشعب الإيراني عقب عدوان الكيان الصهيوني:
السلام والتحية إلى الشعب العزيز والعظيم في إيران.
أولا، أُحيي ذكرى الشهداء الأعزاء في الأحداث الأخيرة؛ القادة الشهداء، والعلماء الشهداء الذين كانوا، حقاً وإنصافاً، ذوي قيمة كبيرة للجمهورية الإسلامية، وخدموها، وهم اليوم، إن شاء الله، يتلقّون ثواب خدماتهم البارزة في محضر الباري تعالى.
أجد من اللازم أن أقدّم التهاني إلى هذا الشعب العظيم، تهاني عدّة:
أولا: تهنئة بالنصر على الكيان الصهيوني الزائف.
الكيان الصهيوني، بكل ما كان لديه من ضجيج، وبكل ما حمله من ادعاءات، سُحق تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية، وسقط منهارًا. لم يكن يخطر بباله، ولا حتى في مخيلته، أن يتلقى مثل هذه الضربات من الجمهورية الإسلامية، لكن ذلك قد وقع.
نحمد الله تعالى الذي أعان قواتنا المسلحة، فتمكنت من اختراق نظامهم الدفاعي المتعدد الطبقات والمتطور، وسوّت العديد من مناطقهم المدنية والعسكرية بالأرض تحت وابل من الصواريخ والهجمات الشديدة بالأسلحة المتطورة.
هذا من أعظم نِعَم الله تعالى؛ وهو مؤشر على أن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن أي اعتداء على الجمهورية الإسلامية سيُكلّفه غالياً، وسيجلب له ثمناً باهظاً.
والحمد لله، لقد تحقق هذا الأمر؛ وهذا الفخر يعود إلى قواتنا المسلحة، وإلى شعبنا العزيز الذي أنشأ هذه القوات من داخله، وربّاها، ودعمها، ومكّن يدها القوية من إنجاز هذا العمل الجبار، وقواها.
التهنئة الثانية تتعلق بانتصار إيران العزيزة على النظام الأمريكي.
لقد دخل النظام الأمريكي الحرب بشكل مباشر، لأنه شعر أنه إن لم يتدخل، فإن الكيان الصهيوني سيُباد كلياً.
دخل الحرب لإنقاذه، لكنه لم يحقق أي إنجاز يُذكر من هذه الحرب. لقد هاجموا مراكزنا النووية – وهذا بحد ذاته يستوجب المتابعة القضائية المستقلة أمام المحاكم الدولية – إلا أنهم لم يتمكنوا من إنجاز شيء مهم.
قام رئيس أمريكا بتهويل غير مألوف لما حدث، واتّضح أنهم بحاجة لهذا التهويل؛ كل من سمع تلك التصريحات أدرك أن خلفها حقيقة مختلفة تماماً.
لم يتمكنوا من فعل شيء، ولم يحققوا أهدافهم، ولجأوا إلى التهويل لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان.
وهنا أيضاً، خرجت الجمهورية الإسلامية منتصرة، وردّت بالمقابل على أمريكا بصفعة قاسية؛ فقد استهدفت واحدة من أهم قواعد أمريكا في المنطقة، قاعدة "العديد"، وألحقت بها أضراراً.
واللافت أن أولئك الذين ضخموا الأحداث السابقة، سعوا هنا إلى التهوين والادعاء بأنه لم يحدث شيء، بينما الواقع أن حادثة كبيرة قد وقعت.
أن تتمكن الجمهورية الإسلامية من الوصول إلى المراكز الأمريكية المهمة في المنطقة، وتقوم باتخاذ إجراء ضدها متى شاءت، فهذه ليست حادثة بسيطة، بل واقعة كبرى، ويمكن تكرارها في المستقبل.
وفي حال حدوث أي اعتداء، فإن كلفة العدو والمعتدي ستكون بلا شك كلفة باهظة.
التهنئة الثالثة هي لِما أظهره الشعب الإيراني من وحدة وتلاحم استثنائي.
بحمد الله، فإن شعباً يبلغ تعداده قرابة تسعين مليون نسمة، وقف موحداً، بصوت واحد، كتفاً إلى كتف، جنباً إلى جنب، من دون أي اختلاف في المطالب والأهداف التي عبّروا عنها، وقفوا، هتفوا، تحدثوا، دعموا سلوك القوات المسلحة، وسيستمر هذا الدعم بعد اليوم أيضاً.
لقد أظهر الشعب الإيراني كرامته، وشخصيته المتميزة والمتفردة، في هذه القضية، وأثبت أنه في الأوقات المصيرية، لن يُسمع من هذا الشعب إلا صوتٌ واحد، والحمد لله، هذا ما حدث بالفعل.
النقطة التي أريد أن أُبرزها كنقطة محورية في حديثي، هي أن رئيس أمريكا قال في أحد تصريحاته إن "على إيران أن تستسلم". "أن تستسلم"!
المسألة لم تعد تتعلق بالتخصيب، ولا بصناعة الطاقة النووية، بل المسألة باتت "استسلام إيران".
وبطبيعة الحال، فإن هذا الكلام أكبر من أن يخرج من فم رئيس أمريكا. إيران العظيمة، إيران ذات هذا التاريخ العريق، إيران ذات هذه الثقافة، إيران ذات العزم الوطني الفولاذي، لا يليق بكلمة "الاستسلام" أن تُذكر بشأنها، وهي مدعاة لسخرية كل من يعرف الشعب الإيراني.
لكن هذا التصريح منه كشف عن حقيقة خفية؛ فأمريكا، منذ انتصار الثورة الإسلامية، وهي في صراع مع إيران، وتختلق الأعذار في كل مرة:
مرة باسم حقوق الإنسان، ومرة باسم الدفاع عن الديمقراطية، وأخرى باسم حقوق المرأة، وتارة بذريعة التخصيب، وتارة باسم البرنامج النووي، وأخرى بذريعة إنتاج الصواريخ؛ يطرحون ذرائع متنوعة، ولكن جوهر القضية لا يتجاوز شيئا واحداً: "استسلام إيران".
السابقون لم يصرّحوا بذلك لأنّه لا يُقبل من أي منطق إنساني أن تطلب من شعب أن يستسلم، ولذلك كانوا يخفون نواياهم خلف عناوين أخرى.
أما هذا الشخص (الرئيس الحالي)، فقد كشف عن تلك الحقيقة، وأظهر أن أمريكا لن ترضى إلا باستسلام إيران، ولا تقبل بأقل من ذلك.
وهذه نقطة بالغة الأهمية؛ على الشعب الإيراني أن يدرك أن هذا هو جوهر صراع أمريكا معنا، وأن هذه الإهانة الكبرى بحق الشعب الإيراني يحملها الأمريكيون في طيات سياساتهم، لكن مثل هذا الأمر لن يحدث أبداً، ولن يحدث أبدا.
الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران دولة قوية وواسعة، وهي صاحبة حضارة ضاربة في القدم؛ ثروتنا الثقافية والحضارية تفوق مئات المرات تلك التي تملكها أمريكا وأمثالها.
أن يتوقع أحد أن تخضع إيران لدولة أخرى، فهو من قبيل تلك الترهات الباطلة التي لا تثير إلا سخرية العقلاء وأصحاب البصيرة.
الشعب الإيراني عزيز، وسيبقى عزيزا؛ هو منتصر، وسيبقى منتصراً، بفضل الله تعالى.
ونرجو من الله المتعال أن يُبقي هذا الشعب دائماً بعزة وكرامة تحت ظل عنايته، وأن يعلي درجات الإمام الراحل، وأن يُرضي الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) عن هذا الشعب، وأن يجعل تأييد ذلك الإمام سنداً لهذا الشعب الكريم.
يتبع..
zahra moheb ahmadi