الشيخ ماهر حمود:

أكّد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، في مقابلة حصرية مع مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء في لبنان، أن الإمام الخميني (رحمه الله) طرح نظرية سياسية متقدمة تقوم على أسس قرآنية راسخة، تجعل من مواجهة الاستكبار والصهيونية جوهر الموقف السياسي الإسلامي، وتتبنّى وحدة الموقف الإسلامي بعيدًا عن التبعية للشرق أو الغرب.

وقد جاءت هذه المقابلة في الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (ره)، لتؤكد على استمرار فكره وفاعليته في مواجهة التحديات الراهنة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية.
أهمية الخبر: تأتي أهمية هذه المقابلة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، لاسيما بعد الحرب على غزة وتكثيف العداء الصهيوني، وفي وقتٍ يشهد فيه فكر الإمام الخميني  (ره) تراجعًا من حيث التبني في أوساط الحركات الإسلامية، رغم ثباته ونجاحاته عبر محور المقاومة.

الصورة العامة: الشيخ ماهر حمود، من موقعه في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، يقدم في هذه المقابلة الحصرية التي أجراها مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء في لبنان، قراءة معمّقة في الفكر السياسي الإسلامي، مستشهدًا بالقرآن الكريم وتاريخ الأنبياء، ليطرح نظرية الإمام الخميني كنظرية إسلامية جامعة وصالحة لمواجهة الاستعمار والصهيونية في هذا الزمن. يرى أن محاربة هذا الفكر ومحاصرته لم تكن علمية أو موضوعية، بل قامت على خلفيات مذهبية ضيقة وانتماءات سياسية مرتبطة بالغرب.

ماذا يقولون: يرى الشيخ ماهر حمود أن الإمام الخميني (رحمه الله) لم يطرح نظرية فقهية تقليدية، بل قدّم نظرية سياسية قرآنية متقدمة تستند إلى مفاهيم الأنبياء في مواجهة الطواغيت، وهي لا يمكن حصرها في الإطار الشيعي أو الفارسي كما حاول البعض تصويرها، بل هي امتداد لفكر الأنبياء في دعوة أقوامهم للحق رغم التكذيب والإعراض.

ويضيف أن هذه النظرية، رغم وضوحها ونجاحها، لم تُحتضَن من قبل الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي، بل تم تجاهلها أو محاربتها لأنها نُسبت إلى مرجعية شيعية. وأكد أن إيران، عبر المقاومة وانتصاراتها، حاولت نشر هذه النظرية بكل الوسائل الممكنة، لكن العالم الإسلامي فضّل التبعية للغرب والصهيونية.

وشبّه الشيخ حمود هذا الرفض لمشروع الإمام الخميني بما واجهه الأنبياء، خصوصًا سيدنا نوح عليه السلام، من تكذيب واستكبار، مستدلًا بالآيات القرآنية التي تصف مراحل الدعوة والرفض.

وفي تحليله للواقع الحالي، رأى أننا نعيش مرحلة من البأساء والضراء والزلزال السياسي والمعنوي، لكن هذه المرحلة ستمر، كما مرت أزمات مشابهة في تاريخ الرسالات. وأعرب عن ثقته بأن نظرية الإمام الخميني ستنتصر، لأنها تستند إلى الحق وإلى القرآن الكريم، مشددًا على أن "نصر الله قريب".

وأكد أن فكر الإمام الخميني(ره) يتعرض لحصار شديد بعد الحرب على غزة ولبنان، وبعد فقدان قائد المقاومة السيد حسن نصر الله (رحمه الله)، مشيرًا إلى أن المطلوب هو الصبر والاستعداد لاستئناف المسيرة نحو القدس.

وختم بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة أثبتت عبر العقود أنها عدو حقيقي لكل ما هو عربي وإسلامي، وأن الصهيونية غدة سرطانية لا يمكن أن تُعالج إلا بزوالها، وأن وحدة المسلمين، رغم اختلاف المذاهب، هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وتحقيق الانتصار.

النقاط الرئيسية: الإمام الخميني (ره) طرح نظرية سياسية قرآنية وليست فقهية تقليدية.

- النظرية جعلت من مواجهة الاستكبار والصهيونية مركز الصراع.

- لم تتبنَّها الحركات الإسلامية بسبب الحواجز المذهبية والسياسية.

- إيران بذلت جهودًا لنشرها عبر المقاومة والانتصارات، لكن الاستجابة كانت محدودة.

- يُشبّه الشيخ الرفض العالمي لهذه النظرية بمواقف أقوام الأنبياء من رسالاتهم.

- يصف المرحلة الحالية بأنها شديدة لكنها مؤقتة، والنصر قادم بإذن الله.

- يدعو إلى توحيد الصف الإسلامي لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي.

نظرة أعمق: تحمل كلمات الشيخ ماهر حمود بعدًا تحليليًا عميقًا، إذ لا يكتفي بوصف الواقع، بل يعيد ربطه بجذور قرآنية وتاريخية، ويضع فكر الإمام الخميني في سياق عالمي وليس مذهبيًا. كما يعكس إحباطًا من موقف الحركات الإسلامية التي لم تستفد من هذه التجربة، ويوجّه دعوة صريحة لتبنّي المشروع الإسلامي المقاوم الذي أثبت فاعليته في فلسطين ولبنان واليمن. وبقدر ما تكشف هذه المقابلة حجم التحدي، فهي أيضًا تضيء دربًا نحو أمل مستقبلي مرتبط بالصبر، والثبات، والوحدة.

 

 

kobra aghaei