قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين في العاصمة طهران، إن البلاد تسير في طريق الإستقرار الإقتصادي.

إيران برس- إيران: وصرح الرئيس روحاني: إجتازت إيران ظروفًا جدّ صعبة وتأريخية إقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا.

وتابع روحاني: في الشهور الـ55 الأولى من تولي الحكومة للسلطة كانت جميع المؤشرات السياسية والأمنية والإقليمية وخاصةً الإقتصادية تتحرك في طريق صحيح وسليم وإيجابي ولكن منذ عامين واجهنا ظروفًا جديدة وإندلعت الشرارة الأولى لهذه الظروف في الداخل ثم من الخارج بحيث بدأنا السنة الماضية في ظروف جدّ صعبة وعصيبة.   

وقال روحاني: كان بعض المحللين الإقتصاديين قالوا في مقابلاتهم مع بعض وسائل الإعلام إن الإيران ستمرّ بتضخم ذي ثلاثة أرقام ولكن مع  حسن الحظ تكمّن الشعب الإيراني العظيم و الحكومة وسائر المؤسسات الحكومية في الشهور الثمانية عشر الماضية من تجاوز هذه العاصفة.

وأكد روحاني: اليوم نستطيع أن تعلن بما لا يدع مجالًا للشك أن مؤامرات أمريكا والإستكبار العالمي والصهيونية والأنظمة الرجعية بالمنطقة باءت بالفشل في الإضرار بالنظام الإسلامي في إيران ويعترف جميع أولئك أننا إجتزنا ظروف الأزمة أو شبه الأزمة هذه.

وأشار روحاني إلى إنخفاض معدل التضخم تدريجيًا من 52 بالمئة إلى 34 بالمئة منذ خمسة شهور وقال: إنخفض معدل التضخم في الشهور القليلة الماضية بوتيرة أسرع ونتوقع أن يستمرّ هذا التراجع حتى نهاية السنة الجارية.

وتابع روحاني: كان النمو الإقتصادي للبلاد في السنة الماضية سلبيًا ونتوقع أن يشهد الإقتصاد في الشهور الستة الماضية التي لم يُعلن عن إحصائياتها بعدُ، نموًا إيجابيًا.

ولفت روحاني إلى توفير مئات الآلاف من فرص العمل في صيف العام الحالي بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية وقال: تم توفير 843 ألف فرصة عمل في صيف العام الحالي بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، مضيفًا: "إنخفض معدل البطالة من 12.3 بالمئة إلى 10.5 بالمئة ما يعني إنخفاضًا بنسبة 1.3 بالمئة وهذا يشير إلى نجاح إيران في المجال الاقتصادي.

ووصف روحاني مجال الصادرات والوادرات بالجيدة وقال: العملية التصديرية هذا العام أفضل بالمقارنة مع العام المنصرم وشهدت الصادرات المزيد من النمو ورغم أن الميزان التجاري للبلاد في الشهور الستة الماضية ليس إيجابيًا ولكنه أفضل بكثير بالمقارنة مع نفس الفترة من العام المنصرم. بلغ العجز التجاري في الشهور الستة الأولى من العام المنصرم إلى 1.5 مليار دولار والذي إنخفض إلى أقل من 300 مليون دولار حاليًا وعلى هذا، تسير العملية التصديرية والإستيرادية للبلاد في طريق صحيح.
وأكد الرئيس الإيراني إنخفاض قيمة العملة الصعبة منذ العام المنصرم ولحد الآن ويتجه نحو التوازن، مضيفًا: تشير إحصائيات البنك المركزي الإيراني أن قيمة العملة الوطنية إزدادت بنسبة 40 بالمئة في الشهر السابع من العام الجاري بالمقارنة مع نفس الفترة من العام المنصرم.

وإعتبر روحاني السنتين المتبقيتين من عمر حكومته بالفترة التي ستنتهي بتمتع الشعب الإيراني بحياة وظروف إقتصادية أفضل، متابعًا: تبذل الحكومة قصارى جهدها لتؤدي السنتان المقبلتان إلى فترة طمأنينة وراحة المواطنين معيشيًا وإقتصاديًا.

وردًا على سؤال بشأن الإنسحاب الأمريكي الأحادي من الإتفاق النووي الموقع عام 2015، أكد روحاني أن الإنسحاب تمّ بضغوط من قبل الأمريكيين المتطرفين والكيان الصهيوني والسعودية، مضيفًا: يعترف كل من الكيان الصهيوني والسعودية أنهما بذلا كل ما بوسعهما لإنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ونحن نعتقد أن أمريكا بإنسحابها من الاتفاق النووي إرتكبت خطأ فادحًا.

وتابع: قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعمل ذكي وعقلائي لأنهم كانوا يتوقعون أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي فورًا ومن ثم يمرروا عقوبات دولية على إيران في مجلس الأمن الدولي وتتخلى أمريكا عن مسؤولية خطئها.

ووصف روحاني العلاقات التي تربط بين إيران وروسيا والصين بالجيدة وأوضح: لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقات جيدة مع روسيا والصين وسعت هاتان الدولتان للحفاظ على الاتفاق النووي ولكن الدول الأوروبية الثلاث (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) لم تف بإلتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي ولم تعمل بما كان على عاتقها من المسؤوليات ولم تستطع العمل بالوعود التي قطعتها.      

وأشار روحاني إلى أن خفض إيران للإلتزماتها النووية جاء ردًا على الإنسحاب الأمريكي غير المشروع من الإتفاق النووي وقال: بدأنا بخفض الإلتزامات النووية منذ الشهر الثاني من العام الحالي وأعلنا كل شهرين عن خفض الإلتزامات، وشملت المرحلة الأولى من خفض الإلتزامات تخصيب اليورانيوم بواقع أننا سنتجاوز سقف إنتاج اليورانيوم المخصب المحدد بـ300 كلغ في الإتفاق النووي وإجتزنا هذه المرحلة.

وتابع روحاني: فيما يتعلق بقضية المياه الثقيلة فإننا لم نتوصل في المفاوضات مع أوروبا إلى توافقات وفي نهاية المطاف بدأنا بالمرحلة الثانية من خفض الإلتزامات وهذه المرحلة شملت نسبة تخصيب اليورانيوم وتجاوزنا نسبة التخصيب المحددة بـ3.6 بالمئة في الاتفاق النووي وحاليًا بلغت نسبة التخصيب نحو 4.5 بالمئة.

وأكد روحاني أن إيران في إطار المرحلة الثالثة من خفض إلتزاماتها لم تلتزم بالجداول الزمنية في مجالي البحث والتطوير النووي، قائلًا: اليوم تعمل سلسلة أجهزة الطرد المركزي "آي آر 6" ويتم حاليًا ضخ الغاز على أجهزة آر آي 8 وكذلك تعمل أجهزة آي آر 4 وآي آر 2 وستبدأ  أجهزة آي آر 9 عملها قريبًا.   

وأكد روحاني أيضًا أن سلسلة أجهزة الطرد المركزي آي آر 7 ستعمل بالتزامن مع أجهزة آي آر 9 وكذلك آي آر 8، واصفًا المرحلة الثالثة من خفض الإلتزامات بـ"التطور الكبير جدًا"، مطالبًا الأطراف الغربية بالعودة إلى الاتفاق النووي قائلًا: إذا عادوا إلى إلتزاماتهم في المهلة المحددة فنحن بدورنا سنعود إلى كامل إلتزاماتنا وإذا واصلوا طريقهم الذي يسيرون عليها حاليًا فإننا سنبدأ بالمزيد من المراحل المتعلقة بخفض إلتزاماتنا.

وفيما يتعلق بالحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ آذار/مارس 2015 على اليمن وحصاره جوًا وبرًا وبحرًا، أكد الرئيس روحاني ضرورة إنهاء الحرب العدوانية فوراً، قائلًا: إذا أدت القضية اليمنية إلى وقف لإطلاق النار وفي نهاية المطاف إلى إنتهاء الحرب فستحل عقدة من عقد المنطقة وخاصة ما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية، مضيفًا: نحن لم نشأ في أي وقت أن تكون بيننا وبين جيراننا علاقات سيئة.   

وشدد روحاني على ضرورة حل مشاكل المنطقة على يد دولها بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، قائلًا: تعتقد بعض الدول أن هناك ضرورة لقدوم الآخرين إلى المنطقة لحل مشاكلنا ولكن نأمل أن تجد المبادرات التي أطلقناها لإقرار السلام في الخليج الفارسي وخاصة تأمين مضيق هرمز آذانًا صاغية في المنطقة وفي نهاية المطاف نتوصل إلى نتيجة.

وفيما يتعلق بالهجوم الصاروخي على ناقلة نفط إيراني في البحر الأحمر، قال روحاني: ما وقع في البحر الأحمر وهو إستهداف ناقلة نفط إيرانية تسبب لنا بمشاكل ونحن نأمل أن تصل تحقيقاتنا إلى نتيجة نهائية ولكن مما لا شك فيه أن كيانًا أقدم على إستهداف ناقلة النفط الإيرانية بدعم من بعض الدول ونحن الآن في طور إستكمال التحقيقات بشأن هذا الهجوم للتوصل إلى التفاصيل.

وأعلن روحاني عن تحسن العلاقات بين إيران والإمارات، متابعًا: جرت إتصالات بين إيران والإمارات في الشهور الأخيرة وقدم عدد من مسؤولي الإمارات إلى إيران وذهب عدد من المسؤولين الإيرانيين إلى الإمارات. تشهد العلاقات الإيرانية الإماراتية تحسنًا منذ شهور بالمقارنة مع الماضي وتتجه وتيرة العلاقات الثنائية نحو الأفضل.

وإعتبر روحاني مكافحة الفساد المالي ضرورة ملحة وقال: نحن نعتقد أن مكافحة الفساد بشكل إنتقائي وعشوائي وترويجي لا نوصلنا إلى الغاية المنشودة بل يتعين علينا أن نكافح الفساد بشكل شامل وجذري وأساسي. بإمكاننا أن نلقي القبض على الفاسدين ونحاكمهم ونعدمهم ولكن الأهم هو القضاء على جذور الفساد وحل أزمة الفساد يكمن في هذه المشاريع الثلاثة التي تقدمنا بها إلى مجلس النواب للتصويت عليها وهذه المشاريع ستساعد على مكافحة الفساد بشكل كبير.

وبشأن بدء إستجواب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وإحتمال موافقة روحاني على التفاوض مع الرئيس الأمريكي الجديد المحتمل، قال الرئيس الإيراني: بشكل أساسي ليست مشكلتنا مقابلة الرئيس الأمريكي أو التفاوض. مشكلتنا هي أن المفاوضات ستؤدي إلى حل القضايا والمشكلات وتحقيق مصالح الشعب الإيراني ومطالبه أم تكون المفاوضات شكلية وإستعراضية.

وردًا على سؤال مراسل وكالة الأنباء الروسية بشأن الهجوم العسكري الذي تشنّه تركيا في الشمال السوري وتأثيره على مفاوضات أستانا لإقرار السلام والأمن في سوريا، قال روحاني: نحن نشهد اليوم حادثًا في شمال سوريا والذي لا يعجبنا ولا المنطقة ولا الشريحة الكردية السورية ولا حكومة دمشق وعلينا جميعًا أن نسعى للحفاظ على عملية أستانا.  

وأكد روحاني: "تُعدّ تركيا صديقة لنا ولكن الطريقة التي إختارتها ليست بالجيدة ونحن نعتقد أن هناك طرقًا أفضل"، مضيفًا: توفير الأمن لتركيا وإزالة مخاوفها بشأن الشمال السوري يكمن في تواجد الجيش السوري في شمال سوريا وعلينا جميعًا المساعدة على أن يتواجد الجيش السوري في شمال بلاده.

وتابع روحاني في هذا الصدد: وعدتنا تركيا دومًا بأنها ستحترم وحدة الأراضي السورية وستغادر الأرض السورية.

وأشار روحاني إلى إحتلال شرق نهر الفرات منذ فترة و إحتلال أجزاء من غربه سابقًا، مضيفًا: نحن قلقون من هذه الأوضاع لأن هناك قتلى ونازحين جددًا وبرزت مشاكل كثيرة. كان هناك أمل بأن يتزامن الدخول التركي للأرض السورية مع الانسحاب الأمريكي من سوريا ولكن  لم يتحقق هذا الأمر ونحن نأمل أن لا تواصل الحكومة التركية هذه الوتيرة بناءً على ذكاء نفسها ومصالح المنطقة ونشهد في المستقبل القريب إنتهاء التصرفات التركية ونتمكن من تحقيق ذلك الهدف الأساسي. يجب أن يكون هدفنا الأساسي في سوريا مكافحة الإرهاب وعودة الشعب السوري إلى بلادهم وإجراء إنتخابات حرة ونحن بدورنا نتابع هذه الأمور.

22