يصادف الـ15 من شهر رجب الأصبّ ذكرى وفاة السيدة زينب الكبرى عليها السلام حیث شاطرت أخاها في رسالته خصوصاً بعد مقتله (عليه السلام) وحملت أعباء تلك المسؤولية في إظهار كلمة الحق ودحض الباطل.

إيران برس - إيران: شهدت السيدة زينب عليها السلام كربلاء بكل مآسيها، حيث قُتل أبناؤها وإخوتها وأقمار بني هاشم أمام عينيها. ولكنها بقيت صابرة محتسبة عند الله ما جرى. ويبرز دورها (سلام الله عليها) في رعايتها للنساء وللأطفال، وقد برز دورها في محطات عدة.
ففي صبيحة عاشوراء حينما كانت عند ابن أخيها الإمام السجاد عليه السلام تمرّضه، سمعت أخاها الإمام الحسين عليه ‏السلام يقول: يا دهر أفٍّ لك من خليـل كم لك بالإشراق و الأصيل إلى آخر الأبيات.. يعيدها المرتين أو الثلاثة، فلم ‏تمتلك نفسها أن وثبت وخرجت حتى انتهت إليه (عليه السلام) منادية: واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت ‏أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضين وثمال الباقين.. فنظر إليها الإمام الحسين عليه السلام ‏وترقرقت عيناه بالدموع قائلاً لها: يا أُخيّة.. لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت: يا ويلتاه … ذلك أقرح لقلبي وأشد على ‏نفسي، ثم لطمت.....
ولما كان اليوم الحادي عشر وأراد ابن سعد حمل النسوة والأسرى من آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى ‏الكوفة، طلبت النسوة أن يمروا بهن على مصرع أبي عبد الله عليه السلام والشهداء، فمروا بهن، فلما نظرن إلى القتلى ‏صحن ولطمن الوجوه، وأخذت زينب (عليها السلام) تندب أخاها الحسين (عليه السلام) وتنادي بصوت حزين وقلب ‏كئيب: يا محمداه، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمَّل بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتك سبايا، و إلى الله ‏المشتكى… ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت: إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان، وفي الحديث: ‏انها أبكت والله كل عدوٍّ وصديق.
وقدمت قافلة السبايا إلى الكوفة بعد مقتل الإمام  الحسين عليه السلام، ومعهم الأجناد يحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فصارت نساء الكوفة يبكين وينشدن، فسمعت السيدة زينب عليها السلام الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: إنّ هؤلاءِ النسوةَ يبكينَ، فمن قتلنا؟!
فبدأت السيدة زينب عليها السلام خطبة بليغة نذكر منها:
"..أما بعدُ ، يا أهلَ الكوفةِ ، يا أهلَ الخَتَلِ والغَدْرِ والخَذْلِ. ألَا فلا رقأتِ العبرةُ ولا هدأَتِ الزفرة... تدرونَ ـ ويلَكُم ـ أيَّ كبدٍ لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَرَيْتُم ؟! وأيَّ عهدٍ نَكَثْتُم ؟! وأيَّ كريمةٍ لَهُ أبرزتُم ؟!وأيَّ حرمةٍ لهُ هتكتُم ؟!وأيَّ دمٍ لهُ سفكتُم ؟! لقد جئتُم شيئاً إدّاً ، تكادُ السماواتُ يتفطَّرْنَ منهُ، وتنشقُ الأرضِ، وتخرُّ الجبالُ هداً؟!"

وأما خطبتها عليها السلام في مجلس ابن زياد: حين سألها ابن زياد: كيفَ رأيتِ فعلَ اللهِ بأهلِ بيتكِ ؟! فقالت: ما رأيتُ إلا جميلاً، هؤلاءِ قومٌ كَتَبَ اللهُ عليهمُ القتلَ، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمَعُ اللهُ بينَكَ وبينهُمْ فتحاجونَ إليهِ وتختصمون عندَهُ فانظرْ لِمَنِ الفلج يومئذٍ، ثكلتْكَ أمُّكَ يا بنَ مرجانة!! وانتهى موقف السيدة زينب عليها السلام إلى فضح القتلة وتبيين مقام شهداء كربلاء وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم طاقم تحرير وكالة إيران برس للأنباء بأحر التعازي لأحرار العالم، جعلنا الله واياكم من السائرين على نهج أبي الأحرار عليه السلام.

22/88

إقرأ المزيد

ذكرى وفاة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)