أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله أن ثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه وعدم التخلي عن القدس هو الأساس، وأن الشعب الفلسطيني يعطي المشروعية للمقاومة.

إيران برس - الشرق الأوسط: وفي كلمته المتلفزة اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي أكد السيد نصر الله أن الفلسطينيين لم يتخلوا لا عن دولتهم ولا عن القدس، وما نشهده اليوم في الساحات الفلسطينية وفي حي الشيخ جراح دليل على ذلك. 

ورأى سماحته أن التطور الأهم والأخطر والذي يجب تثبيته هو دخول غزة على خط المواجهة، وهذا ما يفتح آفاقًا عظيمة في المقاومة، معتبرًا أن الإسرائيلي الذي كان يتصور أن جوّ الإحباط والضغوط الإقتصادية ستؤثر على الفلسطينيين لكنهم فوجئوا، مضيفًا: ’’نحن واثقون أن الشعب الفلسطيني لائق في حفظ القدس وأرضه وحقوقه‘‘.

ودعا الأمين العام لحزب الله قادة المـقاومة الفلسطينية لمواصلة هذا النهج لأنه سيغيّر جزءًا من قواعد الاشتباك، مؤكدًا أن ’’كل الرهانات الإسرائيلية فيما يتعلق بإيران سقطت‘‘، ومشددًا على أن ثبات محور المقاومة مهم جدًا في بيئة المنطقة وانعكاسه كبير جدًا على القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الاسرائيلي.

إيران لا تساوم على حساب حلفائها

وأشار سماحته إلى أن إيران عبرت بشكل كبير جدًا مرحلة الخطر وما كان يراهن عليه العدو بأخذ الجمهورية الإسلامية إلى الحرب انتهى، وأن رهان بعض الدول الإقليمية على هذا الرهان انتهى أيضًا.

كما أن إيران اليوم هي الدولة الأقوى في محور المقاومة، وكل الرهانات الأميركية والإسرائيلية فيما يتعلق بإيران سقطت، وأن خيارات أميركا وإسرائيل بتخلّي إيران عن برنامجها النووي انتهت.

واعتبر السيد نصر الله أن أكبر رد إيراني على هجوم نطنز كان برفع درجة تخصيب اليورانيوم، وهو ما أرعب إسرائيل، مؤكدًا أن التجربة مع إيران منذ 40 عامًا تؤكد أنها لم تبع حلفاءها.

وعبّر سماحته عن تأييد كل حوار إقليمي دولي أو عربي، معتبرًا أنه يقوّي محور المقاومة ويضعف جبهة العدو، وقال ’’مطمئنون إلى إيران.. إيران لا تساوم على حساب حلفائها أو تفاوض عنهم أو تتخلى عنهم‘‘.

كما رأى أن الحوار الإيراني السعودي إيجابي، مؤيدًا أي حوار يسهم بتهدئة المنطقة، وأن ’’الذين يجب أن يقلقوا من الحوار الإيراني السعودي هم حلفاء الرياض وليس حلفاء إيران‘‘.

سوريا في مسار التعافي

وأكد سماحته أن سوريا في مسار التعافي، وأن الاستحقاق الأخطر هو الاستحقاق الاقتصادي، لكن لا تواجهه سوريا لوحدها بل شعوب عدة في المنطقة وهي مصممة على الصمود والمواجهة.

وأشار إلى أن العديد من الدول العربية على اتصال مع الدولة السورية، لافتًا إلى أن السعودية لا تستطيع فرض الشروط على سوريا بشأن علاقاتها مع إيران وهي تفاوض طهران.

تصدّع في جدار كيان العدو وهو مأزوم

وأضاف سماحته: الإسرائيلي الذي كان يتحدث عن بيئة استراتيجية وكان يعتبر أن المحور يتدمر، اليوم الإسرائيلي قلق جدًا.

وأكد أن اليمن هو إضافة نوعية لمحور المقاومة تحت قيادته الشابة والصادقة، لافتًا إلى أن ’’الإسرائيلي اليوم قلق بسبب تطور قدرات محور المقاومة‘‘.

وتحدث السيد نصر الله عن انهيار لبعض المحاور والتحالفات التي كانت قائمة في مواجهة محور المقاومة أو غيره، وأن المحاور الأخرى التي بدت متماسكة من الواضح الآن أنها تفككت، مشيرًا إلى ’’تصدّع في جدار كيان العدو، وهو كيان مأزوم ويعاني من أزمة قيادة في داخله، وهذه من علامات الوهن والضعف‘‘.

علامات الأفول تظهر على كيان العدو

وأكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه أن علامات الأفول والوهن والضعف بدأت تظهر على كيان العدو، بينما شباب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة يتجدد.

وحذّر العدو من أيّ خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمس بقواعد الاشتباك خلال مناورته المقررة يوم الأحد المقبل، وقال: ’’سنكون حذرين وسنواكب بشكل دائم لحركة هذه المناورات ولن نتساهل مع أي تجاوز أو خطأ أو حركة عدوانية إسرائيلية على كامل الأراضي اللبنانية ويجب أن يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة‘‘.

ورأى سماحته أن المسار في كيان العدو هو الذهاب إلى حرب أهلية، وهناك قلق جدي في مجتمع العدو من هذه الحقيقة، مشيرًا إلى أن أزمة القيادة في كيان العدو تدلّ على علامات الضعف والأفول.

وأشار إلى أن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي وصل إلى ديمونا أثار قلقاً كبيرًا في إسرائيل، وأن جيش العدو ليس على يقين بشأن قدرته للتصدي للنيران من جبهات مختلفة إن وقعت الحرب.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن ’’هناك قلقًا إسرائيليًا من العمليات في الضفة ودخول غزة بقوة على خط تطورات القدس‘‘، مشيرًا إلى أن هناك تصدّعات واضحة في كيان العدو وهناك لائحة طويلة من الأزمات والأمراض التي يعاني منها هذا الكيان.

ورأى أن ’’كل علامات الوهن ومؤشرات الأفول بدأت تظهر بشكل واضح في كيان العدو، فيما نشهد تجدد نشاط وحركة الشعب الفلسطيني‘‘، مضيفًا أن التوازن المعنوي مختل لمصلحة المقاومة.

وشدد سماحته على أن ’’مسؤوليتنا في يوم القدس أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نقدّم كل أشكال الدعم والمؤازرة وهذه المعركة أفقها مفتوح إلى النصر‘‘.

واستطرد قائلًا إن ’’قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع الحد من التطور الكمي والنوعي لمحور المقاومة‘‘.

أي خطوة إسرائيلية للمسّ بقواعد الاشتباك ستكون مغامرة

وبخصوص المناورة الإسرائيلية التي سيجريها العدو الصهيوني في الأيام المقبلة، اعتبر السيد نصر الله أنه ’’من حقنا أن ندعو إلى الحذر من المناورة التي ستبدأ يوم الأحد خصوصًا في ظلّ التطورات الحاصلة‘‘.

ولفت إلى أن أيّ خطوة إسرائيلية للمسّ بقواعد الاشتباك أو استهداف أمني عسكري قد يفكر العدو فيه تجاه لبنان سيكون مغامرة ولن نتسامح ولن نتساهل في أي خطأ أو تجاوز إسرائيلي تجاه لبنان سواءً كان عسكريًا أو أمنيًا.

وحذّر سماحته العدو الإسرائيلي من أيّ خطوة خاطئة خلال الفترة القادمة، مؤكدًا أنه من صباح الأحد سيقوم حزب الله بكل الخطوات المناسبة وسنكون حاضرين وجاهزين لمواكبة مناورة العدو.

حول ترسيم الحدود: لن نتدخل ولتتحمل الدولة مسؤوليتها

وفي مسألة الحدود، قال سماحته: هناك نقاش في لبنان ومفاوضات تجري بالناقورة حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وهناك من يسأل لماذا يصمت حزب الله وأحيانًا البعض يفسّر الصمت أنه نتيجة إحراج مع الحلفاء.

وأضاف: ’’في موضوع الحدود منذ العام 2000 أنا قلت نحن كمقاومة لا ولن نتدخل بموضوع ترسيم الحدود‘‘، وتابع: نحن تمسكنا بمزارع شبعا المحتلة لأن الدولة اللبنانية أعلنت أنها لبنانية وتلال كفرشوبا وجزء من قرية الغجر، كذلك اليوم لن نتدخل في مسألة ترسيم الحدود البحرية، فليتحمل بقية اللبنانيين مسؤولية الحدود وترسيمها.

وأوضح السيد نصر الله: ’’نحن وجدنا منذ العام 2000 أن مصلحة لبنان والمقاومة أن نبقى بمنأى عن هذا الموضوع‘‘، وأضاف: على الدولة أن لا تتنازل عن أي حق من الحقوق وعليها أن تعرف أنها ليست ضعيفة ولا أحد يستطيع أن يفرض عليها أيّ شي لا الاسرائيلي ولا الأميركي.

22

إقرأ المزيد 

نص خطاب سماحة قائد الثورة الإسلامية باللغة العربية