وفي ظل هذه الظروف التي يحاول فيها الأعداء من خلال حياكة مؤامرات خفية وعلنية لاحتلال كامل أراضي فلسطين والهيمنة على موارد منطقة غرب آسيا المادية والمعنوية لا يتسنى إنكار دور النخب والمفكرين في توعية المجتمعات الإسلامية والإنسانية وإرشادها.

إيران برس - الشرق الأوسط: بدأ الاحتلال الصهيوني والإعلان عن تأسيسه غير الشرعي في عام 1948 من خلال تشريد وطرد الشعب الفلسطيني من أراضيه.

ومنذ ذلك الوقت، فإن الشعب الفلسطيني يعاني من المحن والظلم التاريخي وهؤلاء الذين يسكنون في المناطق المحتلة يتعرضون للعنصرية والتهديد والإذلال كما أن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية أيضا يعانون من الحصار والضغوط ومختلف القيود المكثفة.

وفي هذا الإطار، فإن هناك هدفين استراتيجيين يقعان في سلم أولوية سياسة الكيان الصهيوني وهما إضعاف محور المقاومة ومواصلة مسار التطبيع في العلاقات مع إسرائيل والدول العربية.

وبعض الأنظمة الرجعية العربية في المنطقة فضلاً عن الدول الغربية والكيان الصهيوني ضمن‌ الثلاثية الغربية العربية العبرية المقيتة بدأت هي الأخرى بالحرب الإعلامية والنفسية الهالة في محاولة لتنفيذ الخطة المسماة بـ خطة “صفقة القرن”.

وكان الصهاينة منذ الإعلان عن تأسيس الكيان الإسرائيلي المزور في عام 1948 كانوا بصدد تحقيق هدفين: الهدف الأول كان الحصول على الشرعية بالتزامن مع الاحتلال وهذا ما لم يتحقق ذلك أن المقاومة الفلسطينية تحدت شرعية الكيان الإسرائيلي.

والهدف الثاني كان الهيمنة على القدس كونها أولى القبلتين للمسلمين والقضاء على الهوية الإسلامية للقدس والأراضي الفلسطينية إلا أن توجهات الثورة الإسلامية القائمة على العدالة أدت إلى بلورة خطاب جديد عرف باسم المقاومة والصمود أمام الاستكبار.

وأكد الإمام الخميني الراحل باعتباره مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأفكار المنطوية على العدالة للجمهورية الإسلامية فأعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس لتحويل هذا اليوم إلى انتفاضة شاملة للصحوة الإسلامية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل المسلمين ومحبي العدالة على المستوى العالمي أمام الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية.

وهذه الحركة الكبيرة والجريئة أثبتت أن قضية فلسطين والقدس هي أهم قضية للعالم الإسلامي وهذا العام أيضا رغم أنه لا تقام مسيرات بهذه المناسبة بسبب تفشي جائحة كورونا إلا أن الرسائل الموجهة بهذه المناسبة تعتبر رمزا للكفاح ضد الظلم ورفض الاحتلال على المستويين الإقليمي والدولي.

والتأكيد على الوحدة في العالم الإسلامي وجعل مصير فلسطين في طليعة قضايا العالم الإسلامي وتقديم الدعم لبلورة الأمل بين الشعب الفلسطيني المضطهد تعتبر من أهم الرسائل الموجهة ليوم القدس العالمي لهذا العام.

وفي ظل هذه الظروف التي يحاول فيها الأعداء من خلال حياكة مؤامرات خفية وعلنية لاحتلال كامل أراضي فلسطين والهيمنة على موارد منطقة غرب آسيا المادية والمعنوية لا يتسنى إنكار دور النخب والمفكرين في توعية المجتمعات الإسلامية والإنسانية وإرشادها.

ويعتبر تسليط الضوء على مخططات مثل التطبيع وصفقة القرن والآثار المترتبة على التطبيع والانبطاح يحظى بأهمية فائقة ومن هذا المنطلق فإنه على النخب أن يقوموا بتوعية الأمة الإسلامية في هذا الصدد.

66

اقرأ المزيد

السيد نصر الله: الكيان الصهيوني ليس له مستقبل

جمعية مدرسي الحوزة العلمية بقم تصدر بيانا حول يوم القدس العالمي