بعد مضي ألفي يوم من عدوان التحالف السعودي على اليمن وعلى الرغم من أنه أفضى إلى كارثة إنسانية، فإنه لا تلوح في الأفق نهاية له.

ايران برس - الشرق الاوسط: بدأ عدوان التحالف السعودي على اليمن في 26 آذار/مارس 2015 حيث لم يكن آنذاك “محمد بن سلمان” وليا للعهد بل كان ولايزال يشغل منصب وزارة الدفاع، وزعم أنه سينهي الحرب بإلحاق الهزيمة بحركة أنصار الله اليمنية في أقل من شهر واحد إلا أنه لم ينجح في ذلك، لأن بعد مضي ألفي يوم حدثت ثلاثة أحداث مهمة.

الحدث الأول يتمثل في حدوث كارثة إنسانية جراء هذه الحرب غير المتكافئة وقد أعلن مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أنه خلال ألفي يوم من العدوان على اليمن قتل 16 ألفًا و78 مواطنًا يمنيًا منهم 790 طفلًا وألفا امرأة على خلفية هجمات جوية وبرية وبحرية للتحالف السعودي على اليمن.

ووفقًا لهذا التقرير فإنه كذلك أصيب 26 ألفًا و203 مواطنين يمنيين منهم 4 آلاف و89 طفلًا وألفان و780 امرأة. كما أنه نتيجة لهذه الحرب تم تهجير ما يزيد عن 3 ملايين يمني وقتل أكثر من 90 ألفًا بسبب تداعيات غير مباشرة لهذه الحرب بما في ذلك تفشي الوباء والمجاعة.

هذا المشهد بمجمله إضافة إلى تدمير أكثر من 80 في المائة من البنى التحتية لليمن دفع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” للإعلان عدة مرات بأن اليمن يواجه أكبر كارثة إنسانية خلال العقود الأخيرة الماضية في النظام العالمي.

الحدث الثاني هو التغيير في موازين القوى في المجال العسكري خلال هذه الحرب، فعندما اشتعل فتيل الحرب ضد اليمن لم يكن الجيش اليمني وحركة أنصار الله في موقع عسكري جيد، لكن بمرور الوقت تطورت القدرات العسكرية لليمنيين خاصة في المجالين الصاروخي والدفاعي لدرجة أنهم وجهوا ضربات قوية للتحالف السعودي، ونفذت أربع عمليات توازن الردع خلال العام الماضي حيث استهدفت فيها مواقف استراتيجية ومهمة للسعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.

عمليات توازن الردع بمراحلها الأربع التي نُفّذت في المناطق الجغرافية المتفرقة في السعودية خاصة الرابعة منها في حزيران/يونيو الماضي والتي استهدفت مواقع استخباراتية وعسكرية للسعودية، تثبت أن قوة الردع لحركة أنصار الله اليمنية تطورت لدرجة من شأنها توجيه ضربات أقوى لآل سعود ومن ثم زيادة تكاليف الحرب عليها.

وبعد عملية الردع الرابعة، ظهر المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية اللواء “يحيى السريع” ليعلن قائلًا: “إن قدرات طائراتنا المسيرة الهجومية زادت بنسبة 400 بالمئة مقارنة بالعام الماضي”. وكانت القدرات العسكرية اليمنية آخذة في التطور والازدياد حيث أدى إلى إيجاد التغيير في ميزان القوى في هذه الحرب فيما السعودية كانت ومازالت تحاصر اليمن من بداية العدوان لغاية الآن.

الحدث الثالث هو وقوع اشتباكات داخل التحالف السعودي والإماراتي وبين مرتزقتهما، وفي الحقيقة فإنه نتيجة لهذه الحرب لم يتمكن بعد الرئيس اليمني المستقيل “منصور هادي” الذي تدعي السعودية بأنه القوة الشرعية في اليمن، من العودة إلى العاصمة اليمنية صنعاء بل يواجه في المناطق الجنوبية منافسا جديدًا متمثلا في المجلس الانتقالي.

وحاولت السعودية لاسيما خلال العام الماضي جاهدة لتشكيل حكومة شاملة بمشاركة المجلس الانتقالي في الجنوب والحكومة المستقيلة لمنصور هادي إلا أن هذه الجهود لحد الآن لم تأت بنتيجة بل اشتدت الاشتباكات في المناطق الجنوبية اليمنية.

ويظهر مجموع هذه التطورات أنه بعد مرور ألفي يوم من حرب التحالف السعودي على اليمن، ليس ثمة أفق واضح لإنهاء هذه الحرب، كما أن صمت المجتمع الدولي المطبق والداعم لجرائم التحالف السعودي يقلل من الآمال في نزع فتيل الحرب.

سيد رضي عمادي، باعث في الشؤون الإقليمية

66

اقرأ المزيد

السيد الحوثي: النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة أصبحوا اليوم أعداء للأمة

الجيش اليمني يستهدف الرياض بصاروخ ‘ذوالفقار’ البالیستی