فعليًا يواجه أكثر من مليون نازح في الصومال مآسي الأوضاع المعيشية القاسية التي تمنعهم من تلبية أي من متطلبات إحياء شهر رمضان، حتى أنّ كميات الطعام قليلة جدًا ولا تكفي لتقاسمها بين أفراد الأسر بطريقة لائقة.

إيران برس - أفريقيا: واستقبل النازحون الذي يقطنون في مخيمات عشوائية خارج العاصمة مقديشو، شهر رمضان بجيوب خالية وسط الغلاء، الأمر الذي زاد معاناتهم بشكل غير مسبوق بعدما سجلت أسعار المواد الضرورية لهذا الشهر تحديدًا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تفوق 50 في المائة.

ومع هذا الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية التي دأب النازحون الصوماليون في الأصل على مواجهتها بقدرة شرائية محدودة، تفاقم وضعهم المعيشي السيئ لدرجة فقدان القدرة على تقسيم القليل من الطعام المتوفر بين وجبات الإفطار والسحور بالإضافة إلى إطعام صغارهم في النهار، الأمر الذي يحرم كثيرين من البالغين من الاستمتاع بوجباتهم الرئيسة في شهر رمضان.

ويتزامن الوضع المعيشي المتردي مع حلول فصل الصيف، وسط ارتفاع كبير في تعرفة الكهرباء باعتبار أن سعر الكيلواط الواحد يناهز نصف دولار، الأمر الذي يعرّض النازحين لحرارة الشمس القوية في النهار ومشقات جوع الصيام في الليل.

وعلى الرغم من شحّ المساعدات الإنسانية وخاصةً وجبات الإفطار المخصصة للأسر الفقيرة والنازحين، بدأت بعض الجمعيات المحلية في توزيع وجبات إفطار الصائم على الأسر النازحة في ضواحي العاصمة من أجل تخفيف معاناتهم في شهر رمضان.

ويشرح مدير مكتب صندوق الإغاثة الأفريقي خالد أحمد لـ "لعربي الجديد" أن المكتب في الصومال وزّع نحو 800 سلة غذائية تتضمن الأرز والدقيق والسكر والتمر والزيت على 800 أسرة فقيرة في أنحاء البلاد، فيما استفاد نحو 200 نازح في مخيمات مقديشو من هذه السلل الغذائية.

وتشهد أسواق العاصمة مقديشو عادةً خلال شهر رمضان ارتفاعًا في أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية نتيجة تزايد الإقبال عليها. وتزامن هذا العام مع ارتفاع أسعار القمح عالميًا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، وتأثير الجفاف على الإنتاج الزراعي المحلي، وتلف محاصيل زراعية، الأمر الذي يؤثر سلبًا على حياة كثير من الأسر النازحة التي تعيش في ضواحي مقديشو، ويتجاوز عدد أفرادها المليون.

22/ 33

إقرأ المزيد 

الأمم المتحدة تحذر من زيادة المجاعة في الصومال