دمشق - إيران برس : اعتبر الخبير في الشؤون الاستراتيجية والمتخصص في العلاقات الدولية والقانون الدولي الدكتور أسامة دنورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية تطورا إيجابيا سوف يصب في مصلحة جميع الدول العربية خاصة تلك التي لا تزال تعاني من نتائج الحروب والأزمات التي سادت خلال العقد الأخير.

وفي حوار خاص مع وكالة ايران برس الدولية، قال الدكتور دنورة إن الدور السوري مهم جدا في المنظومة الرسمية العربية ومشهد الجيوبولتيك العربي بشكل عام، وافتقاد هذا الدور السوري أدى للكثير من النقص في التشبيك بين الأطراف العربية وتسبب بالكثير من الأزمات الساخنة لا سيما المتعلق منها بالعراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن.

وأضاف الخبير السوري أن كل هذه البؤر الساخنة افتقدت للتكامل العربي وللحضور السوري، من هنا يمكن القول إن عودة العمل العربي المشترك الى ما يجب ان يكون عليه، هو تطور ايحابي سوف يصب في مصلحة جميع الدول العربية خاصة تلك التي لا تزال تعاني من نتائج الحروب والأزمات التي سادت خلال العقد الأخير.

وحول أسباب عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتوقيتها رأى دنورة أن هناك مشهد صمود صنعه الشعب السوري عبر الوقوف في وجه القوى التي حاولت تدعيم الارهاب في الداخل السوري سواء جهات اقليمية او دولية ،فهذا النصر كان له انعكاس على المستوى السياسي ومن البديهي ان يكون هذا الانعكاس بداية على الإطار العربي كونه الأقرب تاريخيا وجغرافيا إلى الدولة السورية .

وصرح أن اليوم هناك اعتراف بهذا الانتصار على المستوى الدولي وهناك ايضا رياح تغيير اقليمية نتجت عن المصالحة ما بين ضفتي الخليج (الفارسي)، كل هذه العوامل اضافة للمقاربات الجديدة التي بدأها بعض القادة في الدول العربية كلها أدت إلى تسريع هذه العودة السورية للجامعة العربية، وهي ستكون مقدمة بناءة لمشهد عربي جديد قائم على التعاون والتواصل بدلا من الخصومة والقطيعة والاحتراب.

وتعليقا على أبرز منعكسات هذه العودة سياسيا واقتصاديا بين الخبير السياسي السوري أنه اذا ما تذكرنا منذ بداية الحرب على سوريا، فقد تم تصعيد مشهد المقاطعة انطلاقا من الإطار العربي بناء على حيثية سياسية يمكن القول إنها تغيرت بالمطلق بناء على فعل قوى عربية لم تعد تتصدر المشهد اليوم ، وبالتالي فإن العودة السورية الى الإطار العربي والى الإطار الدولي عليها أيضا أن تمر بنفس المراحل، يعني أن تنطلق هذه العودة لتفرض على الإطارين الإقليمي والدولي كنتائج سياسية مهمة لعودة سورية للجامعة، أما بما يتعلق بالنتائج الإقتصادية هي بكل تأكيد سوف تكون حتمية وان كانت بحاجة لعمل وجهد ولكن تبدأ العلاقات السليمة مع الخارج انطلاقا من دول الجوار.

وتابع الخبير قائلا : هذه قاعدة مؤكدة بسبب التواصل البري والجغرافي المباشر ، فإذاً عندما يكون هناك كسر للاجراءات الظالمة بحق الشعب السوري ، كسر للاجراءات احادية الجانب التي هي مخارج الشرعية الدولية من قبل دول الجوار فهذا يعني يقلص كثيرا من معاناة السوريين ويقلص من احكام الحصار والعزل حول الدولة السورية.

وختم كلامه قائلا إن حضور الرئيس السوري بشار الاسد سوف يكون تكريسا للعودة السورية قد يمنح قدرة للقادة العرب على التواصل مع بعضهم بشكل مباشر وأن تحل بعض الامور العالقة.
 
44
اقرأ المزيد