وصلت السعودية وإيران في الجولة الخامسة من مفاوضاتهما الأخيرة والتي أجريت بوساطة عراقية إلى نتائج إيجابية إلا أن وسائل الإعلام الإقليمية لم تقم بتغطية الخبر أو مرت به مرور التغافل ولم تهتم به بشكل كاف.

ايران برس_آراء: وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية العراقي مؤخرا في حوار متلفز عن حصول اتفاق بين الجانبين على استمرار المفاوضات بين إيران والسعودية في الجولة السادسة على المستوى السياسي.

وقد أعلن مسؤولون إيرانيون بمن فيهم وزير الخارجية والمتحدث باسم وزارة الخارجية عن استعدادهم لإجراء مفاوضات مع السعودية مؤكدين على وجود أجواء إيجابية تسود المفاوضات لكن مواقفهم هذه لم تنعكس بما ينبغي في الإعلام على المستويين الإقليمي والدولي وحتى في وسائل الإعلام المنتمية إلى محور الممانعة.

وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي الإشارة إلى أنه من منطلق التيارات السياسية فإن الإعلام الإقليمي يمكن تناوله في إطار التيار السلفي المدار من قبل الإخوان المسلمين المدعومة قطريا وتركيا والتيار السعودي واتباعه والإعلام المتابع له، وأخيرا التيار المنتمي إلى محور المقاومة.

ومن بين هذه التيارات الإعلامية فإن التيار السلفي يملك أقوى وأهم منابر إعلامية إلا أن هذا الإعلام لم ولن يلقي بالا لهذه القضية تنسيقا مع سياسات حكوماته المتبعة وفي إطار منافسات سياسية وإعلامية مع السعودية ومتابعيها، وفي الحقيقة فإن هذا الإعلام لا يرغب في تغطية الأخبار والتقارير الإيجابية المتعلقة بتحسين العلاقات الثنائية الإيرانية والسعودية ذلك أنه لا يعتبر المسألة تصب في مصلحة المصالح والسياسات المتعلقة بالحكومات الداعمة له.

التيار الإعلامي الثاني المدعوم من السعودية وما يدور في فلكها لم يقم بتغطية هذا الخبر أو لم يرحب به بما ينبغي ويرجح ألا يلقي بالا له في المستقبل أيضا ذلك أنه حسب السياسات الإعلامية المحددة والموضوعة من قبل السعودية فإنه لا يجب أن يحصل تغيير وتعديل أساسي في المقاربات الدعائیة الاستراتيجية تجاه إيران ومحور المقاومة لأن الهجوم الإعلامي على محور المقاومة يعتبر هدفا استراتيجياً لهذا الإعلام بناء على التكتيكات الدعائية الموضوعة ولا يجب التوقع أن يطرأ تغيير على هذه السياسة قريبًا وأن يكف عن سياسات مثل “”رهاب ايران  أو “رهاب الحرس الثوري” وعلى هذا فإن هذا الإعلام يرجح أن يستمر بمنهجه الإعلامي حتى بعد حصول اتفاق نهائي بين إيران والسعودية.

وعن الإعلام المنتمي إلى محور ومجموعات المقاومة على المستوى الإقليمي وعدم تناوله الخبر فإن الأمر قد يعود إلى السببين: السبب الأول هو عدم وجود ملحق أو مخطط إعلامي لهذا الهدف وفي النتيجة فهذا الإعلام ليست له تعليمات لتغطية هذه المفاوضات أو تضخيمها والسبب الثاني هو أن قضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية والعراق ولبنان واليمن تقع على سلم أولويات هذا اعلام والمفاوضات الإيرانية السعودية ليست على سلم أولوياتها المهنية وعلى الأقل في المرحلة الراهنة وقبل حصول النتيجة النهائية.

د. جلال جراغي

كاتب وباحث في الشؤون السياسية والإعلامية

66

اقرأ المزيد

رئيس البرلمان العراقي يصل إلى طهران

العراق يكشف عن توصل السعودية وإيران إلى اتفاق