وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نقاط ضعف الإحتلال الصهيوني بانها عديدة ومدمّرة مشددا على ان هذا الكيان محكوم بالانهيار ولن يكون له مكان في المنطقة وقال: أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بقوّة أن الأجيال الحاضرة إن شاء الله ستدخل إلى فلسطين وستصلّي في القدس ولن يكون هناك وجود لإسرائيل.

ايران برس- الشرق الأوسط: جاء ذلك خلال مقابلة حصريّة أجرتها مع سماحته مجلّة " مسير" التابعة لمكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي والتي يتناول فيها سماحته الحديث حول الأحداث التاريخية التي حصلت في المنطقة ويقيّمها ثمّ يعرّج على الحديث حول علاقة حزب الله بشخص آية الله الخامنئي في مستهل تأسيسه وقبل وبعد أن أصبح آية الله الخامنئي قائداً للثورة الإسلامية.

وأشار السيد حسن نصر الله الى اتفاقية أوسلو التي توصل اليها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية خلال عام 1993، واصفًا هذه الاتفاقية بالخطيرة للغاية وقال: من الأمور المهمّة في منطقتنا التي حصلت في ذلك الحين هو ما يُسمّى عملية التسوية، يقولون عمليّة السلام، والمفاوضات الاسرائيلية - العربية. تذكرون في سنة ١٩٩٣ حصل الاتفاق بين السيد ياسر عرفات والإسرائيليين، يعني إسحاق رابين وشيمون بيريز برعاية أمريكية، كان ما يُسمّى باتفاقية أوسلو. هذا طبعاً كان شيئاً خطيراً جدّاً، يعني تطوّر خطير جدّاً في الصراع العربي الإسرائيلي، لأنّه بحسب هذه الاتفاقية منظّمة التحرير الفلسطينيّة اعترفت بإسرائيل، وهذا فريق فلسطيني، هذه ليست مصر، وليس أنور السادات. ومن جهة، عمليّاً تنازلت عن أراضي ١٩٤٨، يعني الأراضي العربية الفلسطينيّة المحتلّة سنة ١٩٤٨، وأنّ موضوع التفاوض سيكون هو القدس الشرقية، والضفّة الغربية وقطاع غزّة، أمّا باقي فلسطين فانتهى الموضوع. هذه كانت مشكلة كبيرة، وثانياً كان هذا الاتفاق الفلسطيني-الإسرائيلي سيفتح الباب أمام العديد من الدول العربية لبدء علاقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا كان أيضاً خطير جدّاً. طبعاً سماحة السيد القائد والجمهورية الإسلامية، وحركات المقاومة الفلسطينية، حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامّة وعدد من القوى الفلسطينية كانوا يعارضون هذا الاتفاق، حزب والقوى اللبنانية عارضت هذا الاتفاق ونحن تظاهرنا ضد هذا الاتفاق، وأطلق علينا النار وسقط لنا شهداء هنا في الضاحية الجنوبية، في كل الأحوال هذا كان مفصل خطير. حسناً، كيف نواجه اتفاق أوسلو؟ نوجهه سياسيّاً، وإعلاميّاً وأيضاً نواجه بالمزيد من دعوة الفلسطينيّين إلى المقاومة وإلى التمسّك بحقوقهم، وهذا كان أحد أسباب تطوّر العلاقة بين حزب الله وبين حماس والجهاد الإسلامي وبقيّة فصائل المقاومة الفلسطينيّة وتصعيد عمل المقاومة في فلسطين المحتلّة.

وفيما يتعلق بمؤتمر مدريد، قال: طبعاً في ذلك الوقت على ما أذكر بدأت مفاوضات، وهنا [يوجد] شيء مهم يجب أن أذكره وهو في الحقيقة من بصيرة سماحة السيد القائد وفهمه للمستقبل، بل أنا أعتقد أنها من كراماته، لا أربطها في البعد العقلي بقدر ما أربطها في البعد الايماني والمعرفة والتسديد الإلهي لسماحة السيد القائد من الله سبحانه وتعالى. في ذلك الوقت بدأ شيء اسمه مفاوضات بين اسرائيل وسوريا، كان اسحاق رابين هو رئيس حكومة العدو، وكان حافظ الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية. وبدأت مفاوضات بينهما، بدأت المفاوضات سريّة ثمّ أصبحت علنيّة وكانوا يلتقون في أمريكا برعاية كلينتون ويذهب مندوبين من الرئيس الأسد ومندوبين من حكومة رابين وكادوا أن يصلوا إلى اتفاق ويُقال في ذلك الوقت أن اسحاق رابين قَبِل أن يعطي الجولان للرئيس حافظ الأسد، يعني أن يعيد إليه الجولان. وأصبح الجو في المنطقة كلها أن سوريا واسرائيل سيتفقان، هذا المناخ كان موجود في سوريا، وفي لبنان، وفي فلسطين وفي كل المنطقة، وفي ذلك الحين كان يُقال لنا حسناً أنتم ماذا ستفعلون إذا اتفقت سوريا واسرائيل؟ لأنّه حينئذٍ سيتّفق أيضاً لبنان وإسرائيل، ما هو موقف حزب الله؟ ما هو مصير حزب الله وما هو مصير المقاومة الإسلاميّة؟ أنا أذكر في ذلك الحين نحن عقدنا اجتماعات كثيرة وناقشنا المستقبل. طبعاً كلّنا كنا نعتقد أنّ الأمر سيتمّ بين رابين وبين الرئيس حافظ الأسد. ليس فقط حزب الله، [بل] كل اللبنانيّين والفلسطينيّين والسوريّين، وأنّ هذا أمر بات محسوماً، ولا مفرّ منه. جلسنا وعقدنا لقاءات داخليّة كبيرة وجلسنا وتحدّثنا عن مستقبل وضعنا، الموضوع السياسي، والموضوع العسكري، وموضوع السلاح، وموضوع الإسم، فالبعض حتّى كان يناقشنا هل يبقى اسمنا حزب الله؟ أو نبدّل هذا الاسم باسم آخر يتناسب مع المرحلة الجديدة؟ لدينا بعض الإخوة المطلوبين والموضوعين على لائحة الإرهاب الأمريكية، هل نبقيهم في لبنان أو يذهبون ويخرجون من لبنان؟ على سبيل المثال اسم الشهيد الحاج عماد مغنيّة (رحمة الله عليه)، خلاصة الأمر درسنا وكتبنا مجموعة كبيرة من الاقتراحات.

وأضاف السيد حسن نصر الله بأن البعض يطرحون هذا السؤال بأن لماذا لا تستطيع الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله في لبنان التماسي مع أيّ من الطروح التي تقدمها أمريكا وإسرائيل -بدءاً من أوسلو ووصولاً إلى صفقة القرن-  بهدف تحقيق السلام؟ يتمّ طرح هذه الشبهة بأن لماذا لا توفّر إيران ومعها حزب الله أرضيّة إنهاء هذا الصّراع؟ وهناك نقطة أخرى فيما يخصّ فلسطين بحيث أنّ البعض يقدّمون المشهد على أنّ الفلسطينيّين أنفسهم يرغبون بالمصالحة واتفاقية السلام. ما هو رأيكم بهذه الشبهة؟ من جهة أخرى نرى أنّ بعض الشخصيات العربية وحكام العالم العربي يقدّمون أنفسهم على أنّهم مهتمّون بالقضية الفلسطينيّة ويرفعون راية تحقيق المبادئ والأهداف الفلسطينيّة. أيّ دلالات ومؤشرات تساعد على تحديد حاملي راية هذا الفكر والمسار الحقيقيّين؟

كما أشار إلى موضوع فلسطين والدعم عنها قائلا إنه اليوم لا نقاش في أنّ هذا اللواء وهذا العلم هو في يد سماحة السيد القائد آية الله السيد علي الخامنئي (دام ظلّه الشريف)، وأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي التي تشكّل أمّ القرى والنواة الأصلية والمركز الرئيسي الذي يمدّ كل محور المقاومة بالعزم والإرادة والقوّة.

 

88

اقراء المزيد: 

السيد نصرالله: رفضنا المعادلات الجديدة وقواعد الاشتباك الجديدة

السيد نصر الله يؤكد قيادة آية الله خامنئي في مواجهة أميركا والكيان الصهيوني

كلمة السيد حسن نصر الله عن عملية المقاومة الأخيرة