وقال “حسن كاظمي قمي” في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء إيران برس الدولية أنه يجب القبول بهذه الحقيقة أن الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان تمتد إلى نحو 950 كلم وهذه الحدود تفتقر لإجراءات الحماية المادية حيث تشهد الحدود المشتركة حركة نقل كبيرة قانونية كانت أو غير قانونية. وبشأن الظروف التي تشهدها أفغانستان يجب القول بأن قسما كبيراً منها ناتج عن السياسات الهدامة المعتمدة خلال فترة الاحتلال لأفغانستان حيث أدت إلى انهيار اقتصادها وعندما ينهار الاقتصاد والمعيشة فإن مشكلة الهجرة والنزوح تطل برأسها.
الأمريكيون جاءوا بداعش إلى أفغانستان
وأضاف كاظمي قمي أن الأمريكيين هم جاءوا بتنظيم داعش إلى أفغانستان لكي يفتقد الشعب الأفغاني لأمنه ومن هنا فإن جذور الأزمة الاقتصادية والأمنية في البلاد ترجع إلى فترة الاحتلال وبطبيعة الحال فإن الاشارة إلى هذه القضية لا يعني أن حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان ليست مسؤولة عن توفير الأمن للشعب الأفغاني وأمن الحدود المشتركة.
وأضاف كاظمي قمي أنه يقال بأن إيران تعتبر أحد المعابر الرئيسية لنقل المخدرات من أفغانستان وذلك بسبب قربها من القارة الأوربية وفي هذا السياق فإن إيران خلال مكافحتها لتهريب المخدرات تقدم سنويا ضحايا لهذه الظاهرة البغيضة ذلك أن هذه المواد يجري نقلها عبر الحدود المشتركة، وإن اكتشاف المخدرات من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجري بشكل ملحوظ.
الأمريكيون يحاولون خلق صراع بين إيران وطالبان
ولفت إلى أن البعض يقوم بأعمال استفزازية، موضحاً أن الأمريكيين يحاولون خلق صراع بين إيران وحركة طالبان ويقومون بشيطنة الأمور بشكل غير مباشر. أضف إلى ذلك فإن هناك جماعات إرهابية تحاول التوجه نحو إيران. ومن منطلق مبدأ كشف الحقائق فإن هناك نقطة هامة وهي أنه خلال أعمال الشغب الأخيرة المثارة في إيران جملة من الجماعات الإرهابية كانت تحاول نقل الأسلحة من الأراضي الأفغانية إلى داخل إيران ما تم كشفه من قبل حركة طالبان.
واستطرد السفير الإيراني لدى كابول قائلًا إنّه في المجالات الصناعية والزراعية بإمكان أفغانستان أن تؤدي دور تكميل لإيران مضيفًا أنّه ليست هناك حاجة لكي تستورد إيران السلع الأساسية من الدول الأخرى وهناك بإمكان أفغانستان أن تشكل الأولوية الأولى لإيران في مجال الاقتصاد المكمل.
وتابع كاظمي قمي أنه في قطاع الطاقة فإن إيران تعتبر إحدى الدول التي توفر طاقة أفغانستان اللازمة.
شيطنة وأعمال الشريرة لأمريكا لازالت مستمرة في أفغانستان
وعن استمرار التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية الأفغانية قال كاظمي قمي إن الأجانب انسحبوا من أفغانستان غير أن شيطنتهم وأعمالهم الشريرة لازالت مستمرة ويدعمون داعش بهدف تحويله إلى عامل ضغط على حركة طالبان. كما أنهم يدعمون داعش بهدف الحيلولة دون ارساء الأمن والاستقرار في أفغانستان ويقومون بتجميد أصول وأموال الشعب الأفغاني بهدف ممارسة الضغط على الشعب وحكومة طالبان.
وأكد السفير الإيراني أن احتلال أمريكا زال عن أفغانستان إلا أن تدخلاتها مازالت متبقية وسياساتها ترمي إلى الحؤول دون حصول أفغانستان على التقدم ورغم هذا فإن محاولات أمريكا محكومة بالفشل. والمنطقة تواجه إرهابا دوليًا مدعوما من الصهاينة والأمريكيين، مضيفًا أنّ هؤلاء يحاولون ترسيخ الإرهاب في أفغانستان ومازالت أمريكا تتحكم بسماء هذا البلد وهذا موضوع يحتج طالبان عليه.
وأعرب عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمساعدة حكومة طالبان لمكافحة الإرهاب واستباب الأمن والهدوء في أفغانستان، مؤكدا أن نظرة الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الشعب الأفغاني نظرة حماية وإدراك لظروفه.
وأكد أنه أي انسان لا يريد مغادرة أحضان وطنه غير أنه إذا ما يغادر معظم الشعب بلاده فهذا نابع عن المشكلات الأمنية والاقتصادية التي ترافق هذا الشعب وينبغي القول إن معظم المهاجرين الأفغان يغادرون إلى إيران بشكل غير شرعي مضيفًا أنّه وللتصدي لدخول اللاجئين غير المرخصين إلى إيران يجب العمل على اغلاق الحدود.
66
اقرأ المزيد
السفارة الإیرانیة تتعاطف مع أسر ضحايا الهجوم الإرهابي في أفغانستان
کنعاني: إيران تدين بشدة الاعتداء الإرهابي في أفغانستان