اليوم الرابع والعشرون من شهر ذي الحجة يوم مشهود، وهو مصدر عظمة في سلسلة الأيام الإسلامية وهو يوم تألق نوره بين الأيام المشعة في الرسالة المحمدية.

إيران برسإيران : وفي اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، إذا وقفت على أحداثه، فإنما تقف على عظمة الرسالة المحمدية تتجلى في نفس واحدة دون أنفس كثيرة، وامرأة واحدة من نساء كثيرات، وطفلين دون أطفال كثيرين، هم جميعاً صفوة الصفوة ولب اللباب، الذي اختارهم الله لكرامته، وأعدّهم لهداية أمته من بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الرّوايات كما في تفسير القمّي عن الإمام الصَّادق (عليه السلام) أنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون النّاقوس وصلّوا، فقال أصحابُ الرّسول (صلّى الله عليه وآله) يا رسول الله هذا في مسجدك؟! فقال: دعوهم. فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقالوا: إلامَ تدعو؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسولُ الله وأنّ عيسى عبدٌ مخلوق يأكلُ ويشربُ ويحدّث، قالوا: فمَنْ أبوه؟ فنزل الوحيُ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال: قلْ لهم ما تقولون في آدم، أكان عبداً مخلوقاً يأكلُ ويشربُ ويحدّثُ وينكح؟ فسألهم النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فقالوا: نعم، قال (صلّى الله عليه وآله): فمَنْ أبوه؟ فبُهِتوا، فأنزل الله تعالى شأنه: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
ولمّا نزل الوحيُ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بقوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ) إلى قوله تعالى: (فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) وكان ذلك بأمرٍ من الله عزّ وجلّ، قال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فباهلوني.. فإنْ كنتُ صادقاً أُنْزِلت اللّعنةُ عليكم، وإنْ كنتُ كاذباً أنزلتْ عليَّ، فقالوا: أنصفت.
فتواعدوا للمباهلة وجعلوا بينهم يوماً وهو اليوم الرابع والعشرون من ذي الحجّة سنة 10هـ.قـ، فلمّا رجعوا إلى منازلهم، قال رؤساؤهم السيّد والعاقب والأهتم: إنْ باهَلَنا بقومِه باهلناه، فإنّه ليس نبيّاً، وإنْ باهَلَنا بأهل بيتِه خاصّةً لم نباهلْه، فإنّه لا يقدّم أهلَ بيتِهِ إلّا وهو صادق. فلمّا أصبحوا، جاؤوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومعه أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفاطمة الزهراء سلام الله عليها والحسن والحسين (عليهما السلام).
فقال وفدُ النّصارى: مَنْ هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابنُ عمّه ووصيّه علي بن أبي طالب، وهذه ابنتُه فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين، فقالوا لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): نعطيك الرّضا، فأعفِنا من المباهلة. فصالَحَهم رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) على الجزية فانصرفوا.
22/88

إقرأ المزيد

إقامة مراسم دعاء كميل في المدينة المنورة

قراءة دعاء يوم عرفة في مرقد الإمام الخميني (قدس سره) +صور