أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، لدى استقباله، اليوم الاثنين، أعضاء الهيئة العلمية للمؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع)، أن جميع الأئمة (ع) كانوا يسعون إلى الحكم الإسلامي.

إيران برس - إيران: وأقيم المؤتمر العالمي للإمام رضا (ع) صباح اليوم الاثنين في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان الرضوية شمال شرقي إيران وتم قراءة نص تصريحات قائد الثورة الإسلامية لدى استقباله المعنيين بإقامة المؤتمر العالمي للإمام رضا (ع) والذي أقيم يوم 8 مايو/أيار.

 

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية في تصريحاته خلال هذا اللقاء، الى وجود نقائص كثيرة في مجال معرفة الأئمة، فقال، في بعض الأحيان يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لجانب واحد ويتم إهمال الجوانب الأخرى، وأحيانا حتى نفس الشيء لا يلتفت إليه، ويتم الاكتفاء بالقضايا والاهتمامات الخارجية وما شابه ذلك.
وقال سماحته، إننا كشيعة، من واجباتنا العظيمة أن نُعرّف أئمتنا للعالم، مبينًا أنه تم تعريف العالم عن بعض الأئمة (ع) كالإمام علي بن ابي طالب (ع) والإمام الحسين (ع) لأسباب معينة، وقد كتب وتحدث عنهم آخرون، وهناك نوع من الاعتراف بهم في العالم غير الشيعي وحتى في العالم غير الإسلامي، لكن أكثر الأئمة (ع) مازالوا مجهولين للآخرين.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية بأنه ينبغي النظر إلى حياة الأئمة (ع) من ثلاثة أبعاد. فالبُعد الاول هو البُعد الروحي والإلهي، أي بُعد قداسة الائمة (ع) الذي يجب ان يناقش بكل وضوح ويقين ولا بد من التعبير عن الجانب الروحي والملكوتي للأئمة (ع) مثلما تحدثنا عن النبي (ص) نفسه. كما يجب التطرق إلى الحديث عن الائمة (ع) الى مسألة عصمتهم وتواصلهم مع الله وملائكته ودرجة ايمانهم وولايتهم لله سبحانه وتعالى. وكل هذه الامور يجب أن تناقش بناء على عمل علمي قوي.
أما البُعد الثاني فهو الدروس والعبر من سير الائمة (ع)، الذين هم مدرسة في حد ذاتهم يجب تعريف الآخرين بها، في مختلف المجالات وقضايا الحياة التي يحتاجها الإنسان كالأخلاق، والتنشئة الاجتماعية، والدين، وقوانين التربية.
وتابع سماحته موضحا عن هذا البعد، أنه بعض هذه الجوانب، التي لا نوليها الكثير من الاهتمام، لها أهمية في العالم مثل مسألة حماية الحيوانات، لافتا إلى أن الروايات عن الأئمة (ع) ذكرت مسألة احترام الحيوان وحمايته. لذا، إذا طرحت هذه المسألة في مجال التنشئة الاجتماعية ستكون بمثابة موضوع مهم للتواصل مع غير الشيعة وغير المسلمين وبالتالي تعريفهم بأئمتنا ونهجهم.
وأما البعد الثالث فهو البعد السياسي وهذا بُعد مهم جدا وقد اولاه سماحته اهتماما ومتابعة كبيرة لتستخلص المفاهيم الأساسية له من سير الأئمة (ع) وتوجهاتهم.
وأضاف بأن الأئمة (ع) بمكانتهم الإلهية ونيابتهم عن النبي الأكرم (ص)، لا تقتصر أدوارهم ومسؤولياتهم فقط بأن يتخولونا بالموعظة والحكمة والوصايا على سبيل المثال، إنما إذا التفتنا بعمق إلى سيرتهم نجد أن لهم أهداف أساسية و كبيرة. وعليه كان هدفهم الأساسي هو خلق مجتمع إسلامي، والذي لا يمكن أن يُقام إلا بإقامة الحكومة الإسلامية. لذلك، كانوا يبحثون عن إقامة الحكومة الإسلامية. وهذا جانب مهم من البعد السياسي أي الإمامة التي تعني الرئاسة العامّة الإلهية ونيابة النبي الأكرم (ص) في كل شؤون الدين والدنيا. وهكذا، فإن جميع الأئمة بلا استثناء قد سعوا إلى ادارة البلاد والحكومة من خلال إقامة الحكومة الاسلامية ولكن بأساليب مختلفة.
وخلّص سماحته بالقول إنه ينبغي تبيان هذه الأبعاد الثلاثة من حياة الإمام الرضا (ع) وسائر الأئمة (ع)، لافتا إلى أنه أولا يجب أن نبدع في استخراج هذه الأبعاد الثلاثة، وثانيا تجريدها من المبالغة والألفاظ غير المعقولة، وثالثا وهو الأهم من كل شيء، التعبير عن ذلك باللغة المناسبة والمعاصرة ليتمكن من فهمها الجمهور غير الشيعي وحتى الشيعة أنفسهم. معتبرا أنه إذا تمت هذه الامور على النحو المطلوب فلن يكون المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) مجرد تجمع وخطب وما إلى ذلك وسيقدم فائدة ملموسة في هذا المجال.
ويقام المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) في يومي ۱۳ و۱۴ أيار/مايو تحت شعار ‘‘العدالة للجميع ولا ظلم لأحد’’، وذلك في قاعة القدس في حرم الإمام الرضا عليه السلام.

33

اقرأ المزيد

لقائد الثورة الإسلامية دور تنويري في صحوة العالم

قائد الثورة الإسلامية: حج هذا العام هو حج البراءة