يعتمد غالبية سكان أم درمان في الحصول على وجباتهم على المطابخ الجماعية المشتركة أو ما يعرف محليًا بـ التكايا ، كواحد من أشكال التكافل الإجتماعي بعد أن نفدت مدخرات السكان وتوقفت مصادر دخلهم بسبب طول أمد الحرب.
ويحاول متطوعون في منطقة ود نوباوي في أم درمان تقديم وجبات مجانية لحثّ السكان على العودة إلى المنطقة التي ألحقت الحرب أضرارًا بالغة بها ما أدى لموجة نزوح واسعة.
وقالت تقوى أحمد وهي سيدة مسنة تتولى أعباء الطبخ يوميًا: منذ الصباح نقوم بإعداد وجبة فول تكفي هؤلاء الشباب جميعًا ، فيما بعد نقوم بإطعام كل الذين يأتون إلى هنا، ووجبتنا الثانية هي العدس للغداء بالإضافة إلى العصير والقهوة والشاي، وهذا بدعم ذاتي من سكان وشباب الحي.
والتكايا التي يتم تمويل بعضها بدعم حكومي وأخرى تعتمد على مساهمات شخصية، تقلّص عددها من نحو ثلاثمائة على الأقل لتصبح نحو مئتين خلال هذا الشهر بسبب تحديات عدة تهدد بإغلاق المزيد منها في غضون الأيام القليلة القادمة.
ويقول أصحاب مبادرات المطابخ الجماعية إن تراجع تمويل للمتبرعين وارتفاع أسعار السلع الغذائية في مقابل تزايد أعداد النازحين القادمين إلى المدينة تجعل المطابخ في مواجهة ظروف بالغة الصعوبة.
وقال عضو مبادرة "فكة ريق" بمنطقة الحتانة في أم درمان محمد موسى: هنالك ضغط في التموين لأن البلد في حالة حرب، لذا التمويل غير كافٍ حتى يحصل الجميع على حصتهم. الوجبة الوحيدة التي يحصلون عليها تجعله يبحث عن تكية أخرى للحصول على وجبة ثانية لأن ما توفّره تكية واحدة لا تفي باحتياجات البيت.
ويأتي هذا في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تدفق المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية التي بدورها تحذّر من مجاعة وشيكة في البلاد، ولا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
22
اقرأ المزيد
صعوبة حياة السودانيين في ظل الصراعات الداخلية
الاشتباكات تتجدد في الخرطوم وسط استمرار إجلاء الأجانب ودعوات دولية لوقف القتال