إيران برس- إيران: وجاء في رسالة التهنئة التي وجّهها رئيس الجمهورية، حسن روحاني، للجيش وقرأها وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة قبيل بدء العرض السنوي الذي سمي هذا العام بـ"عرض الخدمة" لمساعدة المواطنين على مكافحة فيروس كورونا: "الدفاع والوقوف أمام العدو كان وما زال أحد مظاهر جمال الحياة الإنسانية طيلة التأريخ البشري، واليوم نرى بأم أعيننا هذا الجمال المتمثل في مواجهة العدو الماثل وكذلك مواجهة العدو الخفي.
اليوم يسجّل الجنود وقادة الجيش والحرس الثوري عبر التعاون فيما بينهم إنجازات كبيرة جنبًا إلى جنب من يتفانون في تقديم الخدمات الصحية والطبية إلى المواطنين والحفاظ على أرواحهم.
في هذه الأيام الصعبة قليلًا ما تشتغل جيوش العالم بالحروب لأن هناك عدوًا خفيًا شهر سيفه على البشرية. هذه الحرب حرب عالمية ولكن ليست هذه الحرب حربًا بين نصف الكرة الأرضية مع نصفها الآخر بل يشنّ فيروس لا يرى بالعين المجردة حربًا على العالم أجمع.
اليوم بات العالم كله كوطننا ونحن نحارب في جميع أرجاء العالم عدوًا وهذا ما جعل هذه الحرب أكثر قداسةً.
رغم أن القوات المسلحة لم تُجر العرض العسكري في هذه الأيام التي يتمّ فيها الدفاع عن أرواح الناس في إيران وجميع أنحاء العالم بناءًا على البروتوكولات الصحية إلا أن المواطنين الإيرانيين وجميع النشطاء الإقتصاديين والإجتماعيين يرون في بيوتهم ومقار عملهم "عرض الإقتدار الوطني والإجتماعي" الذي يجريه الجيش تحت عنوان "حماة الوطن وأنصار الصحة" ويتقدمون بالتحية لقوات الجيش والطواقم الطبية.
يحمي الجيش روح إيران إما في الحرب أو السلم أو الحرب الصلبة أو الحرب الناعمة أو ساحة المعركة أو الشارع أو الثكنة أو المستشفى، وروح إيران روح جميع الإيرانيين.
وخاطب روحاني قوات الجيش قائلًا: أنتم دافعتم عن إيران في الدفاع المقدس أمام العدو ولم تميّزوا بين التيار اليساري والتيار اليميني والفقير والغني والقروي والمدني والشيخ والشاب. كنتم جيش إيران وستبقون كذلك جيشها.
كان العدو ماثلًا أمام أعينكم يومًا ما وكانت مواجهته أكثر سهولةً. حاليًا العدو خفي ويتقدم الأطباء والممرضون الإيرانيون نساءً ورجالًا صفوف هذه الجبهة وأنتم سند لهم. كنتم يومًا ما متواجدين في ساحة المعركة وكان الشعب داعمًا لكم خلف الساحة، واليوم تتواجد الطواقم الطبية في الساحة وأنتم تدعمونهم من وراء الساحة. نحن متأكدون من أن الجبهة التي تحظى بدعم الشعب والجيش والقوات المسلحة منتصرةٌ قطعًا.
لن ينسى العالم هذه الحرب، أكثر الحروب إنسانيةً في تأريخ البشرية، والتي يحارب فيها جميع الناس والجيوش من أجل الإنسان.
هذا العرض التأريخي (عرض الخدمة) أفضل وأجمل من أي عرض عسكري. نحن لن ننسى صوت وقع البساطير العسكرية والأناشيد والتكبيرات ومظاهر الإنضباط الإجتماعي.
نحن نتعلم من الجيش الإنضباط الإجتماعي المتمثل في إجراء العزل الاجتماعي. نتعلم من الجيش التضحية من أجل الوطن والناس. نتعلم من الجيش القتال من أجل السلام. نتعلم من الجيش الإيمان بالله وخدمة الناس.
عظم إنجازات الجيش على ساحات المجتمع بمختلف الفترات من بينها دعم الشعب والحكومة في قضايا إجتياح السيول ووقوع الزلازال وإنتشار الأمراض وكوارث أخرى، يؤكد الحاجة إلى الحفاظ على القدرات الهجومية والدفاعية في زمن السلم والأمان أكثر من أي وقت مضى.
ليس جيشنا جيش شنّ الحروب بل نموذج من قاعدة الشعب والمصالح الوطنية. تأتي الحكومات ثم تذهب كي تخدم الشعوب ولكن الجيوش تبقى وأنتم ستبقون في التأريخ سواءً أ أجريتم العرض العسكري أمام عيون الشعب أم لم تجروه للحفاظ على صحة الجنود. سيبقي الصوت العالي للجيش والشعب الإيراني العظيم في اليوم التاسع والعشرين من شهر فروردين عام 1358 مدوّيًا وخالدًا وها هو صوت "الجيش فداء للشعب – الشعب فداء للجيش".
أسأل الله التوفيق والعون لكم.
حسن روحاني
رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
22
إقرأ المزيد
وزير الصحة يهنّئ الجيش في ذكرى "يوم الجيش الوطني"