إيران برس- الشرق الأوسط: اعتقالات بالجملة، تضييق، أحكام سجن وإعدام، من دون أي مسوّغات قانونية تبرّر إجراءات السلطات، جميعها يومٌ من يوميّات شيعة الأحساء والقطيف في “السعودية”.
في 20 يونيو/ حزيران الفائت أصدرت السلطات السعودية الحكم بالسجن لمدة 6 سنوات بحق ابن الدمام حسن علي الناصر، وعلى بعد يومين فقط من هذا التاريخ تمّ اعتقال الشيخ عبد اللطيف الناصر في جسر الملك فهد، من دون الإعلان عن أسباب الإعتقال في الحالتين.
مصدر أهلي أكد لـ ”مرآة الجزيرة” أن التضييق الذي تمارسه السلطات السعودية على أبناء الطائفة الشيعية في البلاد، لم يقتصر على شيعة الدمام والثقبة فقط إنما يشمل شيعة الأحساء.
ويكشف المصدر الذي رفض الإعلان عن هويته تجنّباً للملاحقة، أن هناك اعتقالات طالت أحسائيين في القرى وفي الهفوف من دون إيضاح أسباب الإعتقال، مرجّحاً أن يكون سبب ذلك إلزامهم “بتنكيس الرؤوس والإستمرار بالتخفّي وعدم إبراز أية مظاهر شيعية في المنطقة”.
الجدير ذكره أن هذه الخطوات جاءت في سياق إجراءات قمعيّة تعتمدها السلطات بصورة مكثّفة تجاه أهالي الأحساء، إذ جرى القبض على الشيخ يوسف المازني إمام مصلى الثقبة في 12 يونيو عام 2019 الحالي بذريعة إلقاء الخطب الدينية بدون تصريح ثم أُفرج عنه في اليوم التالي.
بالرغم من أنه ليس هناك معلومات واضحة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، حول خلفية الإجراءات القمعية لكن اللافت وفق مراقبين متابعين للقضية أن الأشخاص المستهدفين لم يُعرف لهم أي نشاط سياسي أو إعلامي، إنما يقتصر نشاطهم على الجانب الإجتماعي، وهو ما يثير التساؤلات حول رسائل القمع التي توجّهها السلطات للشيعة في الدمّام والخبر وارتباطات القمع الداخلي بالمستجدات الإقليمية.
وفي محاولةٍ للإجابة عن التساؤلات المطروحة، يرى المحامي، طه الحاجي، أن المشهد يأخذ طابعًا سياسيًا أكثر منه طائفيًا، مضيفاً “لا يمكن لأحد التنبؤ بتصرّفات السلطات السعودية الرعناء”. وأورد: ليس بإستطاعة أحد التوقّع ما يمكن أن تفعله، كونَها تسير برؤية معدومة، لا قوانين، ولا خطّة ولا استراتيجية، فضلاً عن أنها سلطات خالية من المبادئ والقيم، وبالتالي من الصعب أحياناً فهم خلفيات تصرفاتها”.
الحاجي وفي مداخلة له عبر “مرآة الجزيرة”، قال: لكن مع ذلك، أنا أُخمّن أن الإعتقالات تدخل ضمن سياق التوترات الإقليمية بين السعودية وإيران أو بالمجمل في الصراعات الحاصلة في المنطقة في ظل تواتر الأحداث والشدّ والجذب.
وتابع: من الممكن أن السلطات تحاول توصيل رسالة في الداخل أنها ستضرب بيد من حديد لو أحد فكّر أن يتعاطف مع إيران ولن تتهاون في الأمر.
يستغرب الناشط الحقوقي في سياق كلامه اعتقال الشيخ عبد اللطيف الناصر وذكر أنه كان معتقلًا سابقًا في السجون السعودية بتهمة انتمائه إلى حزب الله الحجاز، إذ بقي حينها في السجن لمدة ست سنوات تقريباً ثم أُفرج عنه فقد كان ضمن المعتقلين التسعة المنسيين لكنه جرى الإفراج عنه، فمن غير المفهوم بحسب قول الحاجي أن يتمّ اعتقاله للمرة الثانية بعد حوالي 15 سنة، لذلك رجّح أن يكون السبب سياسيًا وليس طائفيًا.
بدورها علّقت عضو منظمة "قسط" الحقوقية الدكتورة حصّة الماضي على اعتقال رجل الدين في الدمام قائلة: يسير ولي العهد محمد بن سلمان على خطى أسلافه الذين لايعرفون سوى لغة القمع والاستبداد والقتل واعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان.
وأشارات إلى أن المنطقة الشرقية وتحديداً القطيف تشهد واقعاً مؤلماً حيث ترتفع أعداد الشهداء والمعتقلين والمصابين وتستمرّ مداهمة المنازل وترويع الأهالي وتطويق الأحياء السكنية.
وذكرت الماضي في تصريح خاص لـ ”مرآة الجزيرة” أنه “خلال شهر يونيو/ حزيران ٢٠١٩ تمّ اعتقال الشيخ عبد اللطيف الناصر من سكان مدينة الدمام من على جسر البحرين أثناء سفره مع عائلته دون أسباب محددة وخلال الأيام الماضية حصلت اعتقالات عديدة استهدفت رجال الدين في الشرقية، غير معروفة أسبابها خاصةً أنه لا يُذكر لهم أي توجه سياسي.
وفي ذات السياق، انتقد المراقبون هذه الإجراءات التي تأتي في الوقت الذي يعلن فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العودة للإسلام الوسطي المعتدل، في حين أن ما تشهده الطائفة الشيعية في البلاد من أحكام سجن واعتقالات يكشف حقيقة كل تلك الإدّعاءات.
المصدر: مرآة الجزيرة
22