بیروت - إیران‌ برس: وسط مشاهد الدمار الواسع الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لـ بيروت، عاد الأهالي لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، في مشهد مليء بالتحدي والإصرار على استعادة الحياة رغم الركام. 

كاميرا وكالة إيران برس للأنباء رصدت لحظات مؤثرة لسكان المنطقة وهم يتنقلون بين الأنقاض، يبحثون عن ذكرياتهم ويعيدون بناء ما دمّره الاحتلال. المباني المهدمة والشوارع التي غطّاها الركام لم تكن إلا شاهدًا على عدوان همجي، لكن سكان الضاحية كانوا هناك، يحملون رسائل صمود وعزيمة لا تنكسر.

وفي مقابلات حصرية مع وكالة إيران برس للأنباء، عبّر الأهالي عن مشاعرهم ومواقفهم تجاه العدوان. 

إحدى السيدات وجّهت رسالة مباشرة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلة: ’’مهما فعل ومهما حاول، لن يستطيع أن يفعل شيئًا معنا. المجاهدون منصورون بعون الله وأهل البيت، وقد انتصرنا على أعدائنا. الله ينصر شبابنا ويحميهم جميعًا، ويرحم السيد حسن الذي كان القدوة لنا جميعًا.‘‘

ومن بين الشباب الذين تحدثوا إلى الوكالة، عبّر أحدهم عن فخره بالتضحيات قائلاً: ’’كل شيء فدى السيد. دمروا الضاحية، البقاع، الجنوب، وكل المناطق، ولكن كل ذلك فداءً للقضية وفداءً لراية حزب الله التي ستظل مرفوعة للأبد.‘‘ 

وأضاف آخر: ’’هذه الحرب كانت محاولة لإنهاء حزب الله والمقاومة، لكنها باءت بالفشل. بفضل المجاهدين وبفضل روح السيد حسن، صمدنا وانتصرنا‘‘، مضيفًا: نحن أبناء مجالس أبي عبد الله الحسين، ولن نهزم لأننا نسير على طريق الحق.‘‘

شاب آخر أشار إلى أن الخسارة الحقيقية لم تكن الدمار، بل في فقدان قائدهم، قائلًا: ’’كل هذا الدمار لا يُعتبر خسارة. الخسارة الوحيدة بالنسبة لنا كانت فقدان السيد، وهو أغلى ما كان لدينا. أما كل شيء آخر فهو فداء للقضية التي نعيش من أجلها.‘‘

في ظل تلك الأجواء، أكد أحد الشبان أن صمود الأهالي والمقاومين كان عنوان النصر، قائلًا: ’’شهران من العدوان ولم يستطع جنود  العدو التقدم خطوة واحدة.‘‘ وأضاف: لقد حاولوا دخول الجنوب لكنهم لم يقدروا حتى على البقاء لدقائق. هذا الإيمان هو ما يحمي أرضنا ويحمي مقاومتنا.‘‘

رغم الدمار، كان هناك شعور مشترك بين أهالي الضاحية أن ما قدّموه كان في سبيل قضية أكبر، فلسطين، كما وصفها أحد الشباب، ’’هي قضية إنسانية، إسلامية، وعقائدية تخص كل إنسان على وجه الأرض. المجازر التي ارتُكبت والدمار الذي حلّ لا يكسر عزيمتنا، بل يزيدنا إصرارًا.‘‘

من خلال مشاهد الدمار وشهادات الأهالي، يتجلى بوضوح أن سكان الضاحية الجنوبية لا يعتبرون عودتهم مجرد تفقد للمنازل والممتلكات، بل تأكيدًا على أن الراية ستظل مرفوعة، وأن الشعب اللبناني لا يُقهر.

22

اقرأ المزيد 

غارات إسرائيلية تشعل الضاحية الجنوبية لبيروت بالدخان والنار

صور حصرية لـ وكالة إيران‌ برس عن الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت