أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أنّ الشهيد قاسم سليماني كان جندي الولاية وأوصى أن يُكتب على ضريحه ’جندي الولاية‘ وهو هكذا عاش.

إيران برس - الشرق الأوسط: وجاء كلام السيد نصرالله مساء اليوم الثلاثاء خلال الاحتفال الذي يقيمه حزب الله في الذكرى الثالثة لشهادة اللواء ‎قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتوجه السيد نصرالله بالتبريك بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الميلادية الجديدة وتمنى أن تكون سنة خير وفرج وأمل للبنان وكل شعوب المنطقة.

وقال السيد نصر الله: "كانت لدينا ذكرى شهادة الصدّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وذكرى سنوية لعدد من علمائنا آية الله الشيخ مصباح اليزدي والعلامة الشهيد الشيخ نمر النمر وفقدنا في الأسابيع الماضية عددًا من أعزائنا وشهدائنا. أتوجه إلي أسرهم بالتعزية جميعًا. 

وأضاف السيد نصر الله: فقدنا عالمًا داعيًا مبلّغًا مجاهدًا سماحة السيد نسيم عطوي. أتوجه إلى عائلته الشريفة بالتعزية.

وقال السيد نصر الله: "خلال عقدين تولى الحاج قاسم قيادة قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، عندما دخل الحاج قاسم إلى مياديننا كان يتوفر له وبين يديه ثلاثة عناصر، الأول شخصيته بما يتمتع به من صدق وإخلاص كبيرين وكان على درجة عالية من التقوى وشوق للقاء الله وعقل وحكمة وذكاء وإبداع وألمعية وقدرة هائلة على تحمل التعب".

وتابع السيد نصر الله: "العنصر الثاني أنّه كان جندي الولاية وما كان يقوم به الحاج قاسم في التوجهات الأساسية والاستراتيجيات كان ضمن ضوابط الولي الإمام الخامنئي".

وقال: "للأسف ما زال البعض يصوّر دول محور المقاومة بأنها مجرد أتباع لإيران فهي ليست كذلك على الإطلاق بل هي قوى مؤمنة بأوطانها ومقدساتها وجاء إليها الحاج قاسم ليمدّ إليها يد العون".

ولفت السيد نصر الله إلى أنّ "الحاج قاسم استطاع من خلال عقله وتدبيره وحضوره الدائم وإخلاصه أن يربط قوى المحور وأن يدخل إلى كل قوة فيزيدها قوة ويقدّم لها الدعم المادي والفكري والأمل من خلال اللقاءات والحضور المباشر في الجبهات والخط الأمامي".

وتابع: "الحاج قاسم واجه خلال عقدين من الزمن نسختين من المشروع الأميركي في المنطقة الذي هو مشروع الهيمنة والسيطرة والتسلّط والإمساك بكل شيء، وفي قلب هذا المشروع "إسرائيل".

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "النسخة الأولى من المشروع الأميركي في المنطقة الذي واجهه الشهيد سليماني وقادة شهداء آخرون هو مشروع "الشرق الأوسط الجديد" في لبنان وفلسطين"، وأضاف، "النسخة الأولى من المشروع الأميركي بدأت عام 2001 بعد استلام جورج بوش الإبن الرئاسة، وأفغانستان لم تكن في الخطة وفق ما نُشر".

وبيّن السيد نصر الله أنّ "11 أيلول أعطى قوة دفع للمشروع الاميركي لدخول افغانستان والعراق والاقتراب من إيران وسوريا".

وأضاف: "بدأ العمل على ضرب المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان في العام 2006 وكان المخطط يقضي بالاجتياح وفرض قوات متعددة الجنسيات في المطار والمرافئ والحدود".

وتابع السيد نصر الله: "هنا دخل الحاج قاسم سليماني في الخط الأمامي كقائد وإيران صمدت وسوريا كذلك وفشل العدو في حرب تموز، ولو نجحت الحرب الصهيونية على لبنان لأكملت على سوريا لكن ذلك لم يحصل وهنا يحضر الشهيد سليماني".

ولفت سماحته إلى أنّ "فصائل مقاومة شيعة وسنة في العراق قاتلوا بحق وإخلاص قوات الاحتلال فكانت عمليات ممتازة في تلك الأيام تستهدف قوات الاحتلال الأميركي وفرضوا على قوات الاحتلال وضع جدول زمني للانسحاب وعندما تلكأت ازدادت العمليات حتى فرضوا عليهم الخروج".

وشدد السيد نصر الله على أنّه "إذا جمعنا ما قامت به المقاومة العراقية وصمود إيران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين فنخرج بنتيجة أن نسخة المشروع الأميركي الأولى انتهت وفشلت".

وقال السيد نصر الله إنّ "نتيجة النسخة الأولى من المشروع الأميركي أن يضطر ترامب إلى الذهاب سرًا إلى العراق وقد أقرّ بذلك بالرغم من إنفاق أميركا لـ 7 آلاف مليار دولار في النسخة الأولى من هذا المشروع".

وأضاف: "ماذا لو لم يكن الموقف الإيراني ولم تصمد سوريا ولم تكن هناك إرادة مقاومة لدى شعوب المقاومة واحتلت أميركا منطقتنا؟".

كذلك قال السيد نصرالله: "بدأت النسخة الثانية مع أوباما حيث اكتشفوا أن الحروب الواسعة هي فاشلة، واكتشفوا أن التعويل على إسرائيل في الحروب فاشل".

وأكد السيد نصر الله أنّه في "النسخة الثانية من المشروع الأميركي أخذت الحروب طابعًا داخليًا فالشعوب في المنطقة تتقاتل فيما بينها والمجيء بالتكفيريين لخوض المعارك وأخذت المعارك طابعًا طائفيًا، مشيرًا إلى أنّ هذه النسخة هي نسخة تدمير دول وشعوب وتحطيم كل ما في المنطقة فتعود أميركا بعنوان المُنقذ، ففي النسخة الثانية من المشروع الأميركي حضر سليماني والمهندس في العلن لأنه كان من المفترض أن يكونا في الميدان، والمشروع الأميركي الثاني في المنطقة فشل أيضًا بفعل المقاومة والصمود وحضور القائدين سليماني والمهندس".

وقال السيد نصر الله: "أمام إخفاقين كبيرين وتاريخيين للمشروع الأميركي وصلنا إلى ترامب الذي رأى بتوجيه ضربة حاسمة للمحور وكان اغتيال القائدين سليماني والمهندس"، وأضاف: "الهدف من الاغتيال هو كسر المقاومة وإرهاب العراقيين وإضعاف أطراف محور المقاومة في سوريا وإيران ولبنان وفلسطين".

ورأى السيد نصر الله أنّ "النتيجة كانت معاكسة للمخطط الأميركي بتشييع مليوني للشهيد سليماني كان الأكبر في التاريخ وتحوله إلى ملهم ورمز للإيرانيين وثبات القادة الإيرانيين"، وقال: "كانت النتيجة معاكسة للمخطط الأميركي في العراق أيضًا من خلال بيان المرجعية وتعاطي الشعب العراقي بكل أطيافه بوفاء كبير والتظاهرة المليونية في بغداد المطالبة بإخراج القوات الأميركية واستهداف هذه القوات وفي النهاية قرار الخروج من العراق".

22

اقرأ المزيد 

السيد نصرالله: لا نريد رئيساً يغطي المقاومة أو يحميها بل رئيساً لا يطعنها في ظهرها