قال المرجع الديني البحريني، آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، اليوم الأحد خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاق انتفاضة 14 شباط/فبراير 2011، إن طريق الإصلاح السياسي في البحرين قد يطول لكن لا يملك أحد القدرة لأن يسدّه ولا يملك أعدائه القدرة أن يغلقوا بابه.

إيران برس - الشرق الأوسط: وتابع المرجع الديني البحريني أن الإيمان هو القاعدة الصلبة لتحمل مسؤولية الإصلاح والصبر على تكاليفها، وطريق الإصلاح قد يطول، ولكن لا يملك أحد أن يسدّه، ولا يملك أعدائه أن يغلقوا بابه، وقد تعبوا متاعبهم ولكن لا يَكبُر على نفوسٍ قام بنائها على الإيمان الذي لا يفارقها الصبر والصلابة.

وشدد آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم على أن الشعب البحريني له إنسانيته وكرامته وعزته ودينه، وهو حريص على استرجاع حريته، كما أن له ضروراته وحاجاته ومطالبه البدنية والمادية.

واعتبرالمرجع الديني البحريني أن الانتفاضة البحرينية فرضها الواقع السياسي والحقوقي العام من ديني ومدني واجتماعي وفردي ومعيشي وثقافي متردٍ ضاغط أوجدته السياسة الرسمية الجائرة.

وأضاف إنّها أمنيات كاذبة أن يقعد الناس في بيوتهم ويستسلموا للواقع المهين وهم يتمنون النصر ويطمحون فيه إنما عليهم أن يطلبوا النصر ويركضوا ورائه، ويلهثوا ورائه، ويعطوه ما استطاعوا حتّى يجدوه.

وتابع: شعبنا شعب له إنسانيته وكرامته وعزته ودينه، وهو حريص على استرجاع حريّته، كما أن له ضروراته وحاجاته ومطالبه البدنية والمادية، معتبرا ان الدستور العادل لا يمكن أن يأتي من إرادة السلطة ووضعها، وإن سياستها مع الشعب لشاهدة بكل وضوح على عدم أهليتها لوضع الدستور العادل المنصف للشعب المعترف بحقوقه وعزته وكرامته، وأنه الأصل في الحكم.

وأكد الشيخ قاسم أنه لا حل بلا حل حقيقي عادل كامل لمشكلة المشاكل وهي المشكلة السياسية، ولا حل للمشكلة السياسية بلا دستور عادل.

وطالب الشعب البحريني بالقول: ’’ليمضي تحرككم قوياً رشيداً بروح المجتمع الواحد والنفس الواحدة، وحساب المصلحة الموحدة، والحاضر المشترك والمصير المشترك...وأن تكونوا رأياً واحداً ما استطعتم، لا ألف رأي فتفتحوا على أنفسكم آلافاً من الثغرات التي تكلّفكم أفدح الخسائر‘‘، لافتاً إلى أن طريقكم إلى النصر واحد؛ هو طريق الوحدة، طريق البناء المرصوص، الصف المتين المتماسك الذي ليست فيه ثغرة ولا منفذٌ لعدو أو مكر شيطان.

وأضاف: وأبقوا على سلميّتكم كما كنتم، وكثّفوا جهودكم الجهادية الواعية والنشطة والمتدارسة واطلبوا الرأي الأصوب مما ينتجه تفكيركم المشترك الموضوعي المنطلق من الحاجة إلى الوصول إلى الحل العادل لمشكلات هذا الوطن فيما يتّصل بشأن دينه ودنياه وآخرته، وعزّته وكرامته.

وتابع الشيخ قاسم: شعبنا الأبي الذكي المؤمن الغيور.. عليك وعلى المعارضة الكريمة الصالحة المخلصة لدينها وقيمها وأمّتها، ولك ولمصالحك... عليك أن تجتمع كلمتك، المعارضة مع المعارضة، الشعب مع الشعب، الشعب مع المعارضة، حتى يؤول الجميع صفّاً واحداً رصيناً، وبناءً متماسكاً بلا ثغرة ولا منفذ لأي قوة ظالمة.. السياسة الجائرة لها نتيجة، النتيجة أن تفرق، أن تبدد، أن تخلق العداوات الشرسة البعيدة عن كلّ القيم، عن الأحكام الإلهية، عن الأعراف العقلائية، عن البعد الإنساني، هذا هو ما تؤدي إليه السياسة الجائرة من نتائج...أمّا إصلاحكم فلمواجهة كل ذلك، للقضاء على العداوات، للقضاء على الظلم، للقضاء على الذل، على الهوان، على التخلف، على الجهل، على كل ما يحطّ من قدر الإنسان، وعلى كل ما يضعف كيان المجتمع.

وأكد أنّه لواجب أبداً على كل مسلم غيور في البحرين وفي غير البحرين من البلاد الإسلامية وغيرها، واجب ثقيل وهو أن نقف أمام السياسة الظالمة التي تريدنا أن نكون جُزءاً من ’’إسرائيل‘‘ والتي تُعطي تمكيناً يومياً لإسرائيل من أرض البحرين، من إنسان البحرين، من عزّة البحرين، وكرامة البحرين، ودين البحرين ودين الأمّة.

وأشار إلى أنّنا في كل يوم نرى أن تمكيناً جديداً لهذا الكيان الساقط يتم على أرض البحرين، ويقرب احتلالها الكامل على حد احتلال فلسطين، حتّى أذعنت الحكومة لرغبة الكيان الصهيوني والكيان الأمريكي الظالميْن، لأن يقيم ضابط كبير من ضباط الجيش الإسرائيلي ليدير الحركة الاستعمارية الغازية من البحرين من قبل هذا الكيان عن قربٍ وتوجيه مباشر. ماذا بقي من أن نُحتل احتلالاً كاملاً؟ ماذا بقي من أن ننسلخ عن أمّتنا إلى أن نكون جزءاً من الكيان الإسرائيلي، ومن أن نكون حرباً على أمّتنا من أجل عزّة ’’إسرائيل‘‘ وغرورها وإنتصارها ولسحق الأمّة الإسلامية.

22/88

إقرأ المزيد

الشيخ عيسى قاسم يلقي كلمة بمناسبة ذكرى انتفاضة 14 فبراير

المنامة في الذكرى الـ11 لانتفاضة 14 فبراير لا تزال تتجاهل توصيات لجنة بسيوني

خيارات الشعب البحريني واضحة في دعم المقاومة ومناهضة كافة أشكال التطبيع