وصف مسؤول أممي الوضع في اليمن "بالمأساة الفظيعة" معربا عن مخاوفه من التدهور التدريجي في هذا البلد في ظل استمرار العدوان السعودي والحصار.

إيران برس -الشرق الأوسط: وأفاد المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، خلال إحاطة افتراضية للصحفيين في نيويورك، بأن الصراع في اليمن الذي يدخل عامه السابع يشهد تكثيفا في المناطق الحدودية على الخطوط الأمامية.

وقال غريسلي إن ذلك يتسبب في زيادة نزوح كبيرة للغاية للمجتمعات المحلية.. الوضع صعب بالنسبة للنازحين، خاصة في هذا الوقت من العام ونحن ندخل الموسم البارد، كما أن لذلك تداعيات على قدرتهم على الاستمرار في البقاء على قيد الحياة"

وقد زار غريسلي 14 محافظة من أصل 21 للاطلاع على الأوضاع عن قرب، وأشار إلى أن أكثر ما أذهله هو مدى الدمار الذي أحدثه جراء العدوان على اليمن. فقد شاهد مدارس مدمّرة، أو تُستخدم كمخازن للألغام الأرضية وغيرها، وشاهد مصانع وجسورا مدمرة، إضافة إلى عدم القدرة على الوصول إلى الحقول بسبب الألغام الأرضية.

وأشار غريسلي إلى أنه في نهاية المطاف، هذه أزمة سياسية بلا شك أدت إلى أزمة أمنية، وهذه الأزمة الأمنية نفسها أدت إلى انهيار في الاقتصاد حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد هو 50 في المائة مما كان عليه في السابق، ومئات الآلاف من الأشخاص فقدوا مصادر رزقهم، والوظائف لم تعد موجودة.

وقال: "حتى مصايد الأسماك، كانت ثالث أكبر عائد تصدير للبلاد على طول ساحل البحر الأحمر - (قطاع) انهار بالكامل، ولم يعد أي دخل يأتي منه..مخاوفي الأولية، ليس فقط المعاناة الإنسانية المباشرة التي يراها المرء، ولكن أيضا التدهور التدريجي في البلاد".

وأضاف أن انهيار الاقتصاد أدى إلى تخفيض كبير في الدخل لشراء الطعام، للأكثر تهميشا على وجه التحديد. وإذا تم جمع ذلك مع القيود المفروضة على الاقتصاد - التفتيش وإغلاق الموانئ، ونقاط التفتيش والضرائب المتعددة – كل ذلك يرفع أسعار السلع.

وشدد على أنه لإيجاد طريقة أفضل للمضي قدما بالنسبة للسكان، فيجب النظر إلى الجانب الاقتصادي إضافة للإنساني.

وقال غريسلي إنه تمت الاستفادة من حوالي 2.2 مليار دولار لدعم شعب اليمن، ولكن هذا المبلغ أقل من 60 في المائة من المطلوب، ولا يزال يوجد نقص بقيمة 1.6 مليار دولار في هذه المرحلة. "نواجه أزمة مع دخول عام 2022."

وضرب مثالا على الوضع المزري بالنسبة للأشخاص إذا لم تحصل الوكالات على التمويل وقال: "على سبيل المثال، لدى برنامج الأغذية العالمي 30 في المائة فقط من التمويل المطلوب لتقديم المساعدات الغذائية بين كانون الأول/ديسمبر وأيار/مايو. قد يؤدي ذلك إلى تخفيض الحصص الغذائية إلى ثمانية ملايين شخص. من المهم سد فجوة التمويل."

وشدد غريسلي على أهمية الحفاظ على جهود السلام الجارية للمضي قدما. نركز على جهود خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق الاستجابة على طول جميع الخطوط الأمامية. التحديات أمامنا هي قيود التمويل، ولكن الاستجابة جارية على قدم وساق.

واختتم كلمته بالقول: "أختتم بدعوة من أجل السلام. هذا ليس سويّا، ويجب وضع حد له في أسرع وقت ممكن كي لا ننزلق إلى دولة تغيّرت بالكامل وسيكون من الصعب الخروج (من الوضع).. نحتاج إلى سلام مستدام اليوم."

وردّا على سؤال يتعلق بآخر المستجدات المتعلقة بناقلة النفط "صافر" قال غريسلي: "إننا محظوظون أن فترة الشتاء هي فترة تحمل مخاطر أقل لأي تسرب أو أي انفجار، ولكن سيتغير ذلك في نيسان/أبريل وأيار/مايو، لذلك فإن العمل المبكر مطلوب إذا أردنا تخفيض مستوى المخاطر. لكننا ملتزمون في المضي قدما وأنا متفائل أن بإمكاننا القيام بذلك."

77

اقرأ المزيد

آلاف النساء والأطفال ضحايا العدوان والحصار في اليمن

عبد السلام: لا خيار أمام السعودية إلا وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن