أعلن سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن التحدي النووي الذي دام 20 عامًا أظهر أنه لا ينبغي الوثوق بالوعود، معتبرًا أنه لا حرج في الاتفاق، لكن لا ينبغي المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية.

إيران برس – إيران: وخلال استقباله صباح اليوم الأحد جمعًا من علماء وخبراء ومسؤولي الصناعة النووية في البلاد، صرح سماحة قائد الثورة: إن الأعداء خلقوا لنا تحديًا نوويًا منذ عشرين عامًا لأنهم يعلمون أن النهضة في الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي في البلاد.

واضاف سماحة القائد: إن ذريعة السعي للحصول على السلاح النووي كذبة وهم يعرفون ذلك، إذ إننا ومن منطلق مبادئنا الإسلامية لا نريد أن نتجه نحو السلاح النووي ولو لم يكن هذا الأمر لما استطاعوا إيقافه مثلما لم يتمكنوا من إيقاف تقدمنا النووي حتى الآن.

وبعد زيارة استغرقت ساعة ونصف ساعة لمعرض الإنجازات النووية في مجالات الزراعة والطب والصحة والصناعات والبيئة والمياه وبناء محطات الطاقة؛ وخلال استقباله جمعًا من العلماء والخبراء والمسؤولين في الصناعة النووية، وصف قائد الثورة المعظم الصناعة النووية بأنها مفتاح تقدم إيران في مختلف القطاعات، وأكد سماحته على ضرورة بذل الجهود الشاملة لجعل تأثير التطورات النووية ملموسًا في حياة الشعب، وقال: إن توطين الصناعة النووية المهمة للغاية يدلّ على فشل الغرب، وإذلال المتغربين الذين حاولوا إذلال الشعب وإضعاف روح العمل والأمل في البلاد.

وشكر سماحته العلماء والمسؤولين والناشطين في الصناعة النووية، ووصف المعرض الذي زاره بأنه ممتاز وباعث على البهجة وواعد وقال: يجب تعريف الناس بمختلف أبعاد وآثار هذه التطورات في حياتهم.

وفي معرض شرحه للأهمية الثلاثية للصناعة النووية، اعتبر هذه الصناعة بمثابة فخر للبلاد بدورها في تحقيق التقدم وتطوير القدرات، وأشار إلى الأثر الأساسي للإنجازات النووية في تحسين حياة الناس وأضاف : إن الصناعة النووية فخر وطني من حيث دوره في تمتيع إيران بالثقل السياسي والمكانة العالمية، وفي الوقت نفسه، وعلى عكس جهود الأعداء للإيحاء بأن لا مستقبل للبلاد وتثبيط عزائم الشباب ، فإنها تحيي روح الأمل والثقة بالنفس في المجتمع وتُظهر للشعب وخاصة الشباب ، أنه من الممكن خوض غمار الساحات الكبيرة وقهرها.

واعتبر قائد الثورة أن الصناعة النووية أحد المكونات الأساسية لقوة إيران ومصداقيتها، وقال: من يحب إيران ، الجمهورية الإسلامية ، وقوة البلاد وتقدمها ، يجب أن يولي أهمية للأنشطة العلمية والبحثية والصناعة النووية.

وركّز سماحته في كلمته على جذور تركيز الاعداء على قضية الطاقة النووية الإيرانية، ووصف ادعاء الغرب بشأن "مخاوف من إنتاج أسلحة نووية في إيران" بأنه كذبة وأضاف: إنهم هم أنفسهم يعرفون أننا لا نسعى وراء امتلاك أسلحة نووية مثلما اعترفت أجهزة الاستخبارات الأميركية عدة مرات ، وخاصة في الأشهر الأخيرة ، بأنه لا يوجد أي مؤشر على توجه إيران نحو صنع السلاح النووي.

واعتبر آية الله الخامنئي أن إنتاج أسلحة الدمار الشامل (سواء كانت نووية أو كيميائية) مخالف للإسلام ، وأضاف: لو لم يكن هذا الأساس الإسلامي وكانت لدينا الإرادة لإنتاج أسلحة نووية ، لكنا فعلنا ذلك ، ويعرف الأعداء أيضًا أنهم لم يكن بمقدورهم الوقوف أمامنا بهذا الشأن.

معارضة الأعداء لتقدم الشعب الايراني

واعتبر قائد الثورة "معارضة تقدم الشعب الإيراني" السبب الحقيقي وراء إصرار الأعداء على منع تقدم الصناعة النووية الايرانية وقال: هذه الصناعة هي مفتاح التقدم الكبير للدولة والشعب في مختلف القطاعات، علمًا بأن الأعداء يخشون استلهام الشعوب الأخرى من النهج والفكر التقدمي للشعب الإيراني.

واعتبر آية الله الخامنئي التحدي النووي المستمر منذ 20 عامًا من قبل الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية بأنه كشف عن العديد من الحقائق ، أهمها ظهور قدرات ومواهب استثنائية للشباب الإيراني في خضم التهديدات والعقوبات المستمرة بلا انقطاع.

واعتبر الحقيقة الثانية بأنها تتمثل في "الكشف عن المنطق اللا إنساني والمتغطرس لخصوم تقدم إيران" وقال: إنه وبما يتجاوز اتفاق الضمانات، لديهم الكثير من التوقعات المتغطرسة؛ فإذا كانوا لا يسعون لتهديد الشعب الايراني فلماذا يسعون للإضرار بأمن منشآت إيران؟.

وكانت ضرورة عدم الثقة بأطراف الاتفاق النووي هي الحقيقة الثالثة التي برزت في التحدي النووي المستمر منذ 20 عامًا للغرب ضد إيران ، والتي أشار إليها آية الله الخامنئي وقال: لقد قدّمت أطراف الاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وعودًا كثيرة خلال هذه السنوات لم يتم الوفاء بها، ولقد أدركنا بمن وأين يجب أن نثق، أو لا نثق، حيث إن إدراك هذه القضية مهم جدًا للشعب؛ إذ تعرضنا في كثير من الأمور للضرر لعدم الاهتمام بهذه القضية.

وقال: إن قوى الهيمنة تعمل بأسلوبين على فرض التخلف على الشعوب وإضعافها، الأسلوب الأول هو الهيمنة المباشرة على الشعوب واستعمارها ، والأسلوب الثاني الأكثر خطورة هو غرس روح عدم الكفاءة و"لا نستطيع" في نفوس الشعوب.

وأضاف آية الله الخامنئي في إشارة إلى تطبيق كلا الأسلوبين في حقبة ما قبل انتصار الثورة الإسلامية: في ذلك الوقت ، وفي لقاء بالصدفة مع أحد مسؤولي النظام السابق ، انتقدت أفعالهم. بينما قال المسؤول بفخر متجاهلًا "نهب موارد إيران النفطية ، والهيمنة على سوق إيران وتدخلات الغرب القصوى في سياسات إيران": لا تقل هذه الكلمات العبثية ، فالأوروبيون هم الآن خدامنا وهم ينتجون لنا سلعًا مختلفة ونحن نستخدمها.

وقال سماحته: بالإضافة إلى هذه النظرة المهينة والمتغربة لمسؤولي النظام السابق، فإنهم جعلوا شبابنا يعتقدون أن "الإيرانيين عاجزون وغير أكفّاء" ووفقًا لأحد رؤساء الوزراء في ذلك الوقت ، فإن أعظم موهبة للشباب الإيراني هي صنع إبريق طيني.

وفي تلخيص لهذا الجزء من خطابه قال قائد الثورة: في ذلك الوقت ، كان المتغربون يذلّون الشعب واليوم فإن الشعب يذلّهم بإنجازاته وتقدمه.

إمكانيات إيران النووية تضاعفت أكثر من 100 مرة خلال 20 عامًا

ووصف آية الله الخامنئي إمكانيات إيران النووية بانها تجاوزت عتبة مائة ضعف ما كانت عليه قبل 20 عامًا أي بداية التحدي النووي، وقال: لقد لجأوا إلى ارتكاب الجريمة والإرهاب لإيقاف هذه المسار ، لكنهم لم يستطيعوا ، وأصبحت الصناعة النووية الآن موطّنة في هذا البلد بجهود شباب الشعب ولم يعد بالإمكان انتزاعها.

كما أشار قائد الثورة إلى نقطة هامشية ولكنها مهمة ، وهي خلق صراع بين العلم والدين في عصر النهضة والثورة الصناعية في الغرب ، وقال: كان أحد ملامح عصر النهضة هو وضع الدين والقيم المعنوية جانبٌا لتحقيق التقدم العلمي ، في حين أنه اليوم ، بعد حوالي 500 عام من ذلك الحدث، تجري في الجمهورية الإسلامية ، أهم الأعمال العلمية في منافسة مع العالم الغربي ، رغم آن العلم والقيم المعنوية ممتزجان بحيث بات الشباب والقوى المؤمنة مثل الشهيدين شهرياري وفخري زاده محركًا رئيسيًا للتقدم العلمي بالبلاد.

توصيات للمسؤولين والعاملين في الصناعة النووية

ثم قدّم سماحة آية الله الخامنئي بعض التوصيات المهمة للمسؤولين والعاملين في الصناعة النووية.

وشدد سماحته على ضرورة أن تشمل المعرفة النووية مختلف جوانب الحياة مثل الصحة والصناعة والزراعة والبيئة وتحلية المياه ، وقال: لحسن الحظ ، يتم إنجاز هذا العمل ، كما أنني أؤكد وأصرّ على أن حياة الناس يجب أن تستفيد من الإنجازات العلمية للصناعة النووية.

وأوصى سماحة قائد الثورة مسؤولي الطاقة الذرية بإطلاع الناس على الآثار والنتائج المجدية للصناعة النووية، وأضاف: إن معرفة الناس بالصناعة النووية تقتصر على مسألة إنتاج الطاقة والكهرباء ، بينما إذا تم إطلاعهم على فوائدها في جميع جوانب حياتهم ، سيدركون أكثر فأكثر حقيقة قولهم بـ "أن الطاقة النووية حق مشروع لنا" . بالطبع ، تلعب الإذاعة والتلفزيون والقطاعات الأخرى أيضًا دورًا يذكر في هذا المجال.

تسويق المنتجات والخدمات النووية

وشدد سماحة القائد على "تطوير تسويق المنتجات والخدمات النووية" و"زيادة التعاون العلمي مع الدول ذات النهج المشترك معنًا وغير المناوئة لنا من أجل الاستفادة قدر الإمكان من إمكانيات وتطورات العالم" ، وقال في توصية أخرى: اهتموا بجدية بقضية إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية ، والتي أعلنا عنها العام الماضي ، وتابعوا تحقيق هذا الهدف بطريقة مدروسة.

إنشاء محطات كهرونووية صغيرة

وفي هذا السياق ، اعتبر آية الله الخامنئي أنه من الضروري العمل على إنشاء محطات كهرونووية ذات طاقة منخفضة، وقال: البلاد بحاجة إلى مثل هذه المحطات في مختلف القطاعات.

وقدّم قائد الثورة توصية أكيدة لمسؤولي الطاقة الذرية بـ "تكريم وحفظ وحماية الكوادر البشرية" وقال: في الوقت الحالي ، عدد الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في المجال النووي ضئيل للغاية، ويجب زيادة أعدادهم 10 أضعاف على الأقل ، ومع تدارك المشاكل والصعوبات الخاصة في هذا المجال، يجب أن تؤخذ على محمل الجد الاستفادة القصوى من خدمات العلماء الحاليين وحمايتهم.

وفي هذا الصدد أضاف آية الله الخامنئي: طبعًا الدقة في اجتذاب وتقييم القوى البشرية مهمة أيضًا ، لأن العدو يحاول التسلل والتخريب ، وقد تعرضنا لضربات في بعض الأقسام من هذه الناحية ، لذا يجب توخي أقصى درجات الحذر في تقييم القوى البشرية.

الحفاظ على التواصل والتفاعل والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وفي توصيته التالية ، دعا سماحته إلى ضرورة "الحفاظ على التواصل والتفاعل والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالطبع ، في إطار اتفاق الضمانات" وأضاف: نصيحتي لمختلف المسؤولين في الصناعة النووية، والتي كانت منذ البداية بالطبع ، لا تقبلوا بأي شيء أكثر من اتفاق الضمانات.

وشدد قائد الثورة على أن منظمة الطاقة الذرية لا ينبغي أن تخضع للادعاءات الكاذبة والمطالب القسرية للأطراف المقابلة واضاف: افعلوا ما ينبغي ان تفعلوه لكن مع الثبات على مواقفكم، لا تقبلوا الطلبات القسرية أو ادعاءات تطرح بين حين وآخر والتي تتعارض مع الواقع على سبيل المثال عملتم كذا في وقت كذا.

وأضاف في هذا الصدد: بالطبع بالنسبة للالتزامات التي تم التعهد بها قبل اشهر ، وبحسب التقرير الجديد الذي اطلعت عليه ، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تف بالتزاماتها.

وتوصية أخرى قالها قائد الثورة في هذا الصدد هي تجنب تجاوز قانون مجلس الشورى فيما يتعلق بالطاقة النووية" وقال: خلافًا للتصور الخاطئ لدى البعض ، فإن قرار مجلس الشورى الإسلامي قانون صالح ويخدم مصلحة الوطن والصناعة النووية ويجب العمل به وعدم تجاوزه عند منح رخصة التفتيش وإعطاء المعلومات.

الحرص على عدم المساس بالبنية التحتية النووية في الاتفاقيات

وكانت النصيحة الأخيرة التي وجّهها سماحة القائد إلى المسؤولين في منظمة الطاقة الذرية هي "الحفاظ على البنية التحتية للصناعة النووية" وفي هذا السياق ، قال: خلال السنوات الماضية ، أنشأ مدراء ومسؤولون وناشطون في الصناعة النووية بنى تحتية مهمة ، لذا احرصوا على عدم المساس بهذه البنى التحتية عند التوقيع على الاتفاقيات.

22/44

اقرأ المزيد

سماحة القائد: قانون العمل الإستراتيجي أنقذ البلاد من الشرود في القضية النووية

إسلامي: القدرات النووية الإيرانية غير قابلة للإنكار

منظمة الطاقة النووية الإيرانية تسعى لازدهار التلامذة