يصادف مساء غداء 20 كانون الأول/ديسمبر في التقويم الإيراني أطول ليلة في السنة وتسمى ‘ليلة يلدا’ وتعد إحدى المناسبات والأعياد التاريخية التي يحتفل بها الإيرانيون.

إيران برس - إيران : ولكن هذا العام، يلقى كورونا بظلاله على هذه الاحتفالات فيلجأ الناس إلى احتفالات افتراضية لمنع تفشي هذا الوباء الخطير.

والإيرانيون منذ القدم يحيون المناسبات بما فيها المفرحة، ويزينون هذه الاحتفالات والطقوس بالضوء والنور ويعتبرون الشمس رمزاً للمحبة في احتفالاتهم وطقوسهم الدينية وحسب عاداتهم القديمة الضاربة في جذور التاريخ يسهرون هذه الليلة، وهم ينتظرون بزوغ الشمس وطلوع الفجر، يبقون يقضين ليروها بأمّ أعينهم. كما أن تناول الفواكه والأطعمة وإقامة مراسيم وحفلات أخرى هي مما يجعلهم يسهرون هذه الليلة.

هذا وتسمي هذه الليلة في إيران والدول المجاورة والتي لها ثقافات مشتركة معها بليلة «بدء الشتاء» أو «يلدا» أو «ليلة المربعانية».

يذكر أن هذه الليلة تصادف ليلة الانقلاب الشتوي.

ونظراً لمدى الدقة التي يحظى بها الجدول الزمني والتقويم الإيراني وكذلك تطابقه الكامل مع التقويم الطبيعي، يصادف الانقلاب الشتوي دوماً وفي كل عام الليلة الثلاثين من شهر «آذر» الشهر التاسع من العام وشروق فجر اليوم الأول من الشهر العاشر أي شهر «دي».

ومن بداية الصيف، تأخذ الشمس بالشروق من مكان أدنى قليلاً عن مكانها في اليوم السابق عند أفق البزوغ، وتستمر هذه الحالة حتى تصل الشمس في بداية الشتاء إلى أدنى مستوى جنوبي لها يعرف بنقطة «الاعتدالين».

وانطلاقاً من هذا اليوم وما بعده، تتبع نقاط شروق الشمس حركة عكسية، حيث تتجه مجدداً إلى الأعلى وتعود مرة ثانية إلى الانقلاب الصيفي.

فهذه العودة الجديدة للشمس إلى الجهة الشمالية الشرقية وتصاعد وتيرة طول الأيام، كانت لها مكانة خاصة عند معتقدات الناس في الماضي السحيق. فكان القدماء يعتبرونها لحظة ولادة جديدة للشمس، ما يجعلهم يحتفون بها بإجلال وإكرام.

وكان الناس منذ القديم يقيمون طقوساً وتقاليد فيما يخص هذه الليلة، ومن إحدى هذه الطقوس والعادات، كانت إقامة الاحتفالية ليلاً والسهر حتى الفجر، حتى شروق شمس مولودة.

ومن الضروريات التي تصحب هذا التجمّع الأسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف، فضلاً عن توفير أطعمة وفواكه عدة لقضاء هذه الليلة الطويلة منها البطيخ الأحمر الذي يعتبر سيد المائدة ثم الرمان والعنب والكاكي والزعرور الجرماني والمكسرات وكل ما يميل لونه إلى الأحمر لون الشمس.

كما أن من العادات والتقاليد التي مازال الإيرانيون يحتفون بها في «ليلة يلدا» هي أخذ الفأل من ديوان الشاعر حافظ الشيرازي، وهم يقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة.

وفي بعض أرجاء إيران، يقبل الناس على قراءة وإنشاء أشعار من كتاب «الشاهنامة» (أي سيرة الملوك) للشاعر الملحمي الإيراني الفردوسي. هذا وسرد القصص والذكريات من لسان الآباء والأجداد في الأسرة هو الآخر يضفي صفاءً وهناءً خاصاً على الأجواء التي تسود هذه الاحتفالية الليلية.

وتأتي كل هذه العادات والمراسم أساساً لتجتمع الأسر والعوائل مع بعضها، وهم يحتفلون بأطول ليلة في السنة بكل فرح وسرور ومحبة. فذلك جزء مهم من العادات والتقاليد الخاصة بليلة «يلدا» لأن عدداً كبيراً من الناس يعتقدون بأن تناول البطيخ ولو بكميات قليلة في هذه الليلة يحميهم من الإصابة بالزكام والنزلات الصدرية طيلة فصل الشتاء.

 

44/ 66

إقرأ المزيد 

ندوة للتلاقح الفكري حول ليلة ’يلدا‘ والتضامن الإقليمي

تقاليد العشائر البختيارية لإحياء مراسم ليلة يلدا

إحياء حفل الرمان بمناسبة ليلة يلدا التقليدية في كرمانشاه