أكد وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي أن استقالته جاءت برغبة فرنسية وإنه لبّى هذه الرغبة من أجل لبنان واللبنانيين للحفاظ على مصالحهم وإيجاد حل ومخرج للأزمة التي افتعلت بشأن تصريحاته حول الحرب في اليمن.

إيران برس - إيران: أجرت قناة العالم الإخبارية الإيرانية مقابلة مطولة مع وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي وفيما يلي نص المقابلة كاملة:

من بوابة الإعلام إعتلى منبر الثقافة وأغنى صحتها ومن البوابة عينها أقفل باب الحقد والخلاف وفتح القلوب على المحبة والتآلف حمل لواء التسامح وجال به في كل بيت عربي، بعطائه وإنسانيته ربح قلوب الملايين، وآخر الغيث فاجأ العالم بعزيمة وثبات ووطنية في زمن عزّت فيه الكرامة و السيادة، دخل عالم السياسية من اوسع ابوابها ولكن سرعان ما بات فريسة للاعلام.

تصريحات سبقت توليه الحقيبة الوزارية، دشنت أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول مجلس التعاون وفي ليلة ليلى بات هو الخبر الاول، ليست فقط على الشاشات اللبنانية والعربية، انما أيضًا امتدت إلى فضائيات القارات الخمس.

ونحن اليوم بضيافة من اسمه يغني ويثري عن أي تعريف، علم ورمز إعلامي شكّل مدرسة ولم يزل وفي السياسة الحديث يطول، الأستاذ جورج قرداحي.

العالم: بعد مضي اسبوع عن الاستقالة هل حقق قرداحي ما يريد من هذه الاستقالة؟ وهل حققت مصلحة وطنية، أو أظهرت معالمها؟

قرداحي: الحقيقة استطيع القول ان الاستقالة حققت اقصى ما يمكن ان احققه على مستوى المصلحة الوطنية وعلى المستوى الشخصي، لان الازمة بدأت من اربعين يوما، الضغط علي بدأ من اربعين يوما، ضغط متعدد الجبهات متعدد الأشكال يطالبني بالاستقالة، صمدت اربعين يوماً، وكان باستطاعتي ان اصمد اربع سنوات اكثر، ولكن يوجد هناك شيء يسمى المصلحة الوطنية، لذا كنت ابحث عن منفذ حتى اثبت المصلحة الوطنية من جهة واخرج بكرامتي من جهة ثانية، وأؤكد للذين كانوا يتابعوننا في كل انحاء العالم العربي باننا بهذا الموقف ثبتنا مفهوم السيادة الوطنية والكرامة الوطنية.

العالم: ولكنك استقلت وهذه الاستقالة لم تؤدي لغاية اليوم الى اعادة علاقات دبلوماسية، والبيان المشترك الفرنسي السعودي لم يترجم على ارض الواقع، او اي وقائع عملية تشي بان هناك مرحلة ايجابية قادمة؟

قرداحي: ماحصل بعد زيارة الرئيس ماكرون الى الخليج (الفارسي) والى المملكة العربية السعودية لم يمضِ عليها اكثر من عشرة ايام، لذا لننتظر اكثر، انا مازلت اتأمل بأن يتحقق شيء من وراء استقالتي على صعيد يوصل العلاقات المقطوعة بين دول الخليج (الفارسي) وبين لبنان، هذا كان الامل والهدف من الاستقالة، لكن لا نستطيع ان نقول الان انه لم يتحقق شيء، وانا اطمح ان يتحقق شيء.

العالم : بعد البيان المشترك الذي اشار الى شروط معينة، وهذه الشروط عالية السقف، بعد هذا البيان هل تتوقع ان يسار قريباً الى اي حلحلة في الازمة؟

قرداحي: المطالب التي صيغت في البيان المشترك السعودي الفرنسي موجودة من قبل، وسبق وان تمت المطالبة بها مرارا وتكرارا من جهات متعددة، دولية وغير دولية حتى هناك لبنانيين يطالبون بهذا الامر، ولكن كل هذه البنود تحتاج الى حوار لبناني لبناني. لا شيء يمكن فرضه على لبنان الا اذ كنا نريد ان نشن حربا على لبنان، حرب مثل العدوان على لبنان 2006 ولا سامح الله ان تتكرر.

لذلك انا اقول ان البيان المشترك الذي صدر عن المحادثات الفرنسية السعودية يحتاج الى حوار لبناني لبناني، يجب ان نجمتع كلنا كل اللبنانيين ونتحدث، لان المستهدف هو حزب الله لهذا نتحدث مع حزب الله.

العالم: هل الفرنسيون اليوم قاموا بواجبهم اتجاه هذه الخطوة الايجابية وتركوا الكرة في ملعب اللبنانيين؟

قرداحي: انا اقول ان الفرنسيين والرئيس ماكرون خاصة، لانه يسعى منذ اكثر من سنة من انفجار مرفأ بيروت الى مساعدة لبنان، زار لبنان مرتين حاول تشكيل حكومة انقاذية حكومة اخصائيين سواء مع الرئيس سعد الحريري، مع الاخ مصطفى اديب، يحاول مساعدة لبنان لكن هناك ظروف لم تجعل هذه المحاولات تنجح او حالت دون نجاح هذه المحاولات.

العالم: هل هناك عوامل للنجاح؟

قرداحي: طبعا ما زال الرئيس ماكرون يحاول مساعدة لبنان، وانا استقالتي تمت بناء على رغبة فرنسية، حتى اقول بصراحة وبعد التفكير العميق، لهذا قلت يمكن ان تكون مناسبة نخدم فيها مصلحة الوطن وترجع العلاقات مع الخليج (الفارسي).

ان الرئيس ماكرون في النهاية هو رئيس فرنسي، وهو يحب لبنان ولكن ليس اكثر من فرنسا، وهو جاء في مهمة الى الخليج (الفارسي) ولكن ليس بمهمة من اجل لبنان فقط، اتى بمهمة اساسية وهي من اجل فرنسا، لديه مصالح تجارية، واقتصادية، لديه عقود مع دول الخليج (الفارسي) اتى بها، وهناك عقود تم التوقيع عليها، تبلغ المليارات، بمعنى ان مصلحة فرنسا في هذه الزيارة هي الاساس ولبنان هو تفصيل بالنسبة لمحادثات ماكرون.

العالم: بالفعل سؤال يطرح نفسه ورُدّد في الكثير من المحافل السياسية والاعلامية ان فرنسا سعت بالنهاية لمصلحتها وضغطت على لبنان من اجل الاستقالة من اجل توقيع عقود للاسلحة مع السعودية والامارات وهذا ما حصل؟

قرداحي: طبعا لكن ليس لان فرنسا ضغطت على لبنان حققت او تمكنت من تنفيذ هذه العقود.

العالم: من الممكن انها كانت معبر او رسالة حسن نية؟

قرداحي: كل الزيارت الرسمية التي تحصل بين دول او رؤساء دول كلها تكون محضرة ومبرمجة قبل تنفيذ هذه الزيارة، لان هناك سفراء ووزراء خارجية يقومون بالعمل قبل ان ياتي رئيس الدولة، لذا هذه العقود جاءت ومعروف ان الرئيس ماكرون سوف يوقعها سوءا في الامارات او في السعودية او في قطر، لذلك استقالتي لم تساعد فرنسا في توقيع العقود، استقالتي جاءت كورقة ممكن ان يطرحها الرئيس ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفتح كوة في الجدار، لفتح حوار بينه وبين السعوديين ثم بين السعوديين وبين لبنان.

العالم: في ثباتك على عدم الاستقالة هل تحققت المصلحة الوطنية من خلال تقديم رسالة معينة؟

قرداحي: المصلحة الوطنية التي تتكلمين عنها ليست ملموسة او محسوسة، مصلحة الوطن هي بكرامة لبنان وكرامة اللبنايين وكرامة الحكومة اللبنانية، لانه نادرا ما رأينا في التاريخ ان دولة تشترط استقالة وزيرا او مسؤولا في دولة اخرى وهكذا يجب على الدولة الاخرى ان تستجيب لهذا الشرط لم يحصل هذا، ولكن هذه ثاني مرة تحصل مع لبنان في المرة الاولى حصلت مع الوزير شربل وهبي لانه قال كلام واعتبروه مسيء في الخليج (الفارسي) واستقال الرجل، لكن انا لم اسئ لأي احد ولم أعتد على احد ولم أكفر، انا قلت كلاما لمصلحة جميع الاطراف وقلت هذا الكلام قبل شهرين من ان اصبح وزيراً، لذلك انا احسست بنوع من عدوان مباشر علي وظلم، اولا كرامتي الشخصية جعلتني آخذ هذا الموقف ولكن الاكثر من ذلك كرامتي الوطنية باعتباري انا جزء من هذه الحكومة، وانا ليس لدينا شيء ضد دول الخليج (الفارسي) بالعكس تربطني بكل هذه الدول صداقات ومودة وتاريخ، لذلك شعرت ان هناك ظلما وهذا الظلم جعلني لا ارضخ لمطلب الاستقالة.

لذلك المصلحة الوطنية هنا مصلحة معنوية، كما قلت في المؤتمر الصحفي ان في لبنان هناك شعب لديه كرامة ويرفض الاملاءات الخارجية في الكثير من الاشياء، نحن في لبنان لدينا شعب يضحي بدمائه وبارواحه حفاظاً على هذه الكرامة، حفاظاً على هذه السيادة لطرد العدو المحتل من ارضنا في الجنوب وغير الجنوب، لذلك اعتبرت فيها عزة نفس وصعب عليّ ان اتقبلها.

وعندما قدمت استقالتي، لم تكن بطيب الخاطر والراحة كنت استقيل مرغمًا وهنا تكمن مصلحة لبنان المادية، تركت المصلحة الوطنية المعنوية والكرامة اللبنانية وقلت اذا انفسح المجال امام العلاقات او عودة العلاقات بحيث يرجع لبنان الواقع في هذه المشاكل، لو لم يكن لبنان لديه هذه المشاكل لو لبنان لم يكن واقعا تحت هذا الكم من المصائب وهذا الافلاس الذي اوصلونا اليه، لم يكن هناك داعي لاستقيل انا، وكان من الممكن ان ترفض الحكومة استقالتي وكان الشعب البناني كله سيرفض مثل هذه الإملاءات.

العالم:هل تعترف انك رضخت في النهاية؟

قرداحي: رضخت الى حسي انا الانساني والوطني اتجاه شعبي ليس الا، لم ارضخ الى اي احد، لم يطلب مني أحد أن أستقيل.

العالم: انت لم ترضخ للمطلب السعودي عند اول اشتعال هذه الازمة، ولكن البعض ياخذ عليك بانك لبيت رغبة فرنسية في الاستقالة، اذن ما الفرق بين السعودية ان طلبت أو فرنسا ان طلبت؟

قرداحي: انا عندما قيل لي عن موضوع الاستقالة بعد ما وضع شرط استقالتي من قبل المملكة العربية السعودية، لم اعرف من السعودية موضوع استقاتي كان يطرح اكثر في لبنان، حتى وزير الخارجية السعودية قالها مرتين او ثلاثة، قال ان المشكلة ليس بتصريح وزير الاعلام اللبناني المشكلة اكبر من هذا، المشكلة مع لبنان هي هيمنة حزب الله على الحكومة اللبنانية، قالها الرجل عدة مرات، انا لم اسمع دعوة مباشرة من الحكومة السعودية او مسؤول سعودي يقول نريد جورج قرداحي ان يستقيل، يمكن في الاعلام كانت هناك مطالبة، ولكن المطالبة اتت أكثر من داخل لبنان.

انا عندما طرح علي موضوع الاستقالة من قبل مسؤولين لبنانيين غبطة البطريرك، رئيس الحكومة السيد نجيب ميقاتي، قلت بكل صراحة ووضوح لغبطة البطريرك ان انا حاضر للاستقالة وهذا المنصب ليس ملكي ولست متمسكا بالمنصب، ولكن لتكن هناك على الاقل ضمانة ان ترجع العلاقات بين الخليج (الفارسي) ولبنان وترجع الاحوال على طبيعتها يرجعون لنا اخواننا الخليجيون، وانا هذه استقالتي أقدمها بين يدك، اذا كانت هناك ضمانة او تعهد على الأقل.

ولم يكن هناك اي شيء ولم يعد أحد باي شيء أبدا ومضى شهر واسبوع وراء اسبوع لم يحصل اي شيء، لم يقل لان أحد نعم ستعود العلاقات، الى ان جاءت زيارة ماكرون، بعد ان ناداني رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وفاتحني بالموضوع وقال ان الرئيس ماكرون ذاهب الى المملكة العربية السعودية ويريد ان يفتح موضوع لبنان لكنه يريد ورقة بيده، لانه على الظاهر انهم حاولوا سابقا ان يتكلموا في الموضع لكن كان هناك صد بهذا المجال، لذا ماكرون أراد ان تكون معه ورقة الاستقالة.

قلت له هل هناك وعود؟ قال لا، ولكن الرئيس ماكرون يريد ان يبحث هذا الموضوع بشكل جدي وان لم يكن معه هذه الاستقالة لن يبحث الموضوع ولن يطرح الموضوع في المباحثات الفرنسية السعودية، لذا فكرت كثيرا انا وحلفائي، اول شخص استشرته رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، اخي وحبيبي وصديقي الذي رشحني لهذا المنصب، قال لي القرار يعود لك واي قرار تتخذه نحن والحلفاء معك ولن نؤثر عليك، انت ترى المصلحة الوطنية اين ومصلحتك اين، هل ترى هناك جدوى من الاستمرار أو لا، وهل ترى من ضمانات.

العالم: ولكن البعض قال ان حلفائك تخلوا عنك، هل هذا صحيح؟ الى اي مدى كان الحلفاء راضين عن هذه الاستقالة؟

قرداحي: صراحة هذه كلها تأويلات ومن جملة الحملات علي انا شخصيًا وعلى حلفائي، الحلفاء كلهم لم يتخلَ احدا منهم عني، الحلفاء تركوا القرار لي انا شخصياً وقالوا اي قرار تتخذه نحن معك.

انا عندما تم اللقاء مع رئيس الوزراء السيد ميقاتي، وقال ان هناك رغبة فرنسية ان تقدم استقالتك حتى ياخذها معه الرئيس ماكرون الى السعودية ويتكلم بموضوع لبنان مع الامير محمد بن سلمان، قلت له دعني اتشاور مع رئيس "المردة" السيد فرنجية ثم الحلفاء الاخرين وهذا وما حصل، وعندما شاورت السيد فرنجية قال نحن موقفنا كما كان في البداية ولم يتغير نحن معك في اي قرار تتخذه انت رجل حر ونحن لدينا الثقة في اي قرار تتخذه، وفي أي قراره تتخذه نحن سندعمك، ومن بعد المشاورة مع الحلفاء كلهم، ابلغني بعدها ان كلهم لديهم نفس الموقف، وهو "نحن معك في اي قرار تتخذه وندعمك في اي قرار تتخذه. ان لم ترد ان تستقيل نحن معك حتى النهاية وان اردت ان تستقيل نحن معك"، لهذا كنت في حيرة من امري ومتضايق واحتاج الى شخص يساعدني في اتخاذ القرار، كما قلت كانت هناك ضغوط كثيرة علي وهناك ضغوط من الداخل ومن بعض اعضاء الحكومة الذين يطالبونني بالاستقالة، وكان لدي هاجس انه من الممكن ان يحصل اي تطور ومن الممكن ان يكون موقفي في رفض الاستقالة سببا في منع ان تعود العلاقات بين دول الخليج (الفارسي) ولبنان، ولذلك بعد تفكير عميق اتخذت قرار الاستقالة، ولكن بكل تاكيد أقولها لكي ان الحلفاء لم يتخلوا عني، لانها ليست من شيمهم.

العالم: بتقديرك حزب الله كان راضيا عن هذه الاستقالة؟ بمعزل ان الامر يعود لك ولقراراك ولكن هل كان بشكل او بآخر يشجع على هذه الاستقالة حتى بتوقيت معين؟

قرداحي:لو كان حزب الله يشجع على الاستقالة او عدم الاستقالة لكان بلغني بهذا الامر، وانا لم يصلني اي شيء فيه عتب او زعل من حزب الله على استقالتي- بالعكس- الاتصالات مستمرة مع كل الحلفاء وكلهم مثلما وعدوني مؤيدون لقراري الذي اتخذته وليس لديهم اي اعتراض وليس لديهم اي ندم على قراري، بل قالوا "الاستقالة حصلت اذن فلتفتح العلاقات مع دول الخليج (الفارسي) لماذا لا؟ من لا يريد مصلحة لبنان المادية؟ المصلحة المعنوية ثبتناها في الاربعين يوم صمدنا، سيادة وحرية واستقلال نحن كنا اصحابها، لكن في حالة الخراب التي يمر بها لبنان نحن بحاجة الى دعم الدول الغربية، والاكثر نحن بحاجة لدعم اخواننا في الخليج (الفارسي).

العالم: اذا مر الوقت لاشهر في المستقبل ولم تعد هذه العلاقات ولم تتحسن ولم تجدي هذه الاستقالة اي خطوة ايجابية في اتجاه العلاقات اللبنانية السعودية، هل ستشعر بالندم انك اقدمت على هذه الاستقالة؟

قرداحي: لا اعلم، من الممكن اني لن اشعر بالندم، لان استقالتي لها عدة اسباب لاتتعلق فقط بالمصلحة الوطنية، استقالتي اكثر لها علاقة بروح التضامن الحكومي، نحن اتينا بهذه الحكومة واعتبرنا انها حكومة متضامنة واتينا لنضع أيدينا بأيدي بعض حتى ننهض بلبنان ونخرجه من هذه الازمة الغارق فيها من الوحول الغارق فيها، وكنا نامل اننا حكومة متضامنة واذ على اول مفترق خرج كذا وزير طالبوني بالاستقالة وكان رئيس الحكومة كل يوم وفي كل صباح ومساء يقول ان "جورج قرداحي يجب ان يحكّم ضميره ويقدم مصلحة الوطن على مصلحته"، ما معنى هذا؟ معناه استقيل، وهذه الحالة خلقت لدي قرف واكثر من ضيق، نحن اتينا إلى هذه الحكومة على اساس اننا متضامنون فكيف على اول مفترق يطلبون مني ان استقيل، واسأل هل انا اخطأت؟ كلهم يقولون لا، هل حديثي قبل شهرين من ان اصبح وزيرا للاعلام في الحكومة هل يلزم الحكومة، قالوا لا لا يلزم الحكومة، اذن لما يجب ان نرضى ان استقيل.

لو فرضنا انني بقيت، لنقولها بصراحة لو فرضنا انني لم استقيل، وعدنا الى الحكومة ففي أي أجواء سأعود الى الحكومة، اذا أردت ان انظر الى زملاء معي كانوا قبل ايام يطالبونني على شاشات التلفاز بالاستقالة، أي اصبحت لديهم باعينهم منبوذا كيف يمكنني الاستمرار مع هذه الحكومة.

العالم: اذا كان بمفهومهم انك لم تخطئ، واذا كان بمعزل عن انك اخطأت شخصياً كجورج قرداحي قبل تسلمك الحقيبة الوزارية او لم تخطئ، انت الان في الوزارة وانت وزير لم تخطئ ولم تدل بأي تصريح يسيئ لاحد، هذا الفريق الذي اصر على مطالبتك بالاستقالة، لماذا يكون ملك اكثر من الملك ولماذا يقدم كل هذه الاثمان وهو يعلم انها لن تجدي للسعودية بثمن بخس؟

قرداحي:ان بعض الزملاء الذين طالبوا باستقالتي لم تكن لديهم القناعة بما كانوا يقولونه، وهناك احد قال لهم ان شاركتوني بهذا الضغط على قرداحي حتى يستقيل، لان هذا الشخص اراد ان يقدمني كأضحية وقربان للعلاقات السعودية الخليجية او يريد ان يأخذ براءة ذمة او شهادة حسن سلوك اتجاه المملكة العربية السعودية، لذلك اصبح هناك تناغم بين بعض الوزاء وكل منهم يخرج على شاشة من جهة حاملا اسطوانة انه يجب ان استقيل وأخذوا يجتهدوا. وهذا الذي أزعجني وجعلني ان اشعر بالاحباط، انه كيف يمكن ان نبني بلاد في لبنان، اذا كنا انا و اخي اللبناني وانا اعرف ان اخي لم يخطئ لا بموقف ولا بتوقيت مقابلته والمقابلة تمت قبل شهرين من ان يصبح وزيرا والرجل ملتزم بسياسية الحكومة من الف الى الياء وانا كنت شريكا في وضع البيان الوزاري، لذا كيف يمكن ان نبني بلدا ونحن نحاول ارضاء الغريب على حساب ابن بلدي، وهذا الامر لا يمشي على فئة معينة في لبنان يمشي على كل الطوائف، لذا هذا يحز في نفسي، متى نحن نريد ان نصبح وطنا وشعبا واحدا ومواطنيين متساوين في بلد واحد، لدينا علم واحد نشيد واحد لدينا قناعات واحدة وقدسيات واحدة في الوطن، كيف نريد ان نصبح وطن اذا كان هذا الطرف يريد ان يرضي الدولة الفلانية وذاك الطرف يريد ان يرضي الدولة الاخرى، هذه التجربة تأثرت بها كثيراً.

العالم: نتحدث عن اللبنانيين الواقعين اليوم تحت وابل من الازمات لاتنتهي، جزء كبير من هؤلاء اللبنانيين رأى فيك ممثلاً لقناعاتهم لافكارهم رأى فيك رمزا وطنياً حقيقيا ودعموك وتمنوا لو انك لم تستقيل، وثباتك كان جدا لافت بالنسبة لهم وانت حديث العهد في عالم السياسية -طبعا انت علم في الاعلام- ماذا تقول لهؤلاء الناس الذين يشعرون بالخذلان اليوم بشكل أو آخر؟

قرداحي: انا قلت لهم عندما قلت البيان واعلنت استقالتي، بعد تحيتهم قلت لهم انني لم ولن اخذلهم ان اقدر موقفهم واشكرهم على هذا الموقف المشرف، كل الذين وقفوا معي وهم ملايين في لبنان وفي العالم العربي كله، ولكن حان الوقت ان نعطي المجال من اجل لبنان، ان لبنان يتحلل ويغرق بشكل نهائي تحت سابع ارض، لبنان بحاجة الى أكسجين حتى يرجع يتنفس من جديد، لبنان يموت، فإذا كنت أنا العقدة لذا لا اريد ان يموت وطني لهذا قلت لاستقيل.

من الضغوط علي هي الحملة الاعلامية الشعواء علي بكل وسائل التواصل الاجتماعي بكل المواقع الالكترونية في ثلاث او اربع محطات لبنانية أو غير لبنانية "خليجية او غيرها"، كانت هناك حملة مركزة جدا جدا، واصبح هذا الاعلام الذي لديه حول في النظرة، اصبح يرى ان كل ازمة لبنان سببها جورج قرداحي، اذا ارتفع الدولار في لبنان يقولون لان جورج قرداحي لم يستقيل، اصبحت انا المسؤول عن تبخر اموال المذيعين، عن السرقات التي حصلت في لبنان، بقي القليل حتى يحملوني مسؤولية انفجار مرفأ بيروت.

العالم: كيف تفسر هذه الحملة التي رافقتك منذ ان وطئت قدماك مطار بيروت عند تسلمك الحقيبة الوزارية بدأت تنهال عليك الحملات الاعلامية لماذا جورج قرداحي تحديدا هل لجورج قرداحي شخصيا او ما يمثل؟

قرداحي: هناك شيء من باب الحسد يقولون مثلا ان قرداحي وصل للنجومية، وهناك من اخذ علي مواقفي السابقة والحالية، مواقفي من سوريا من المقاومة من الكثير من المواقف لذلك اول ما بدأوا الحملة، اصبحوا يقولون انني وديعة سوريا في لبنان وديعة الرئيس بشار الاسد في هذه الحكومة الى ما ذلك، وهناك من خاف من مستقبلي، لان لدي شعبية في لبنان وفي خارج لبنان، لدي رمزيتي وخلفيتي وتاريخي الاعلامي، لذلك من الممكن ان اشكل خطرا في السياسة، اذا كنت اريد ان اترشح في الانتخابات النيابية في منطقة معينة من الممكن ان اعمل فارقا او تغييرا، من الممكن ان اكون مطروحا لمناصب اكبر، لهذا قالوا لنهمشه بكل ما اوتينا من قوة حتى ينزاح من الطريق، وجاءت الظروف المناسبة لهم.

انهم يعتبرون حاليا بإستقالتي انهم انتصروا، لكنني اعتبر نفسي انا الذي انتصرت بما جمعت وما شكلت من حالة وطنية ومن حالة سيادية في هذا الوطن ومن حالة لها كرامة في هذا العالم العربي، لذلك عندما نرى الناس الذين وقفوا معي في لبنان وفي العالم العربي هم بالملايين، يعني اذا كانت شعبيتي من قبل مئة مليون فهي الان اصبحت ثلاثمئة مليون.

العالم: هل انت نادم على مواقفك اتجاه سوريا والمقاومة وقد حملتك ثمنًا كبيرًا ليس فقط الان انما في السابق؟

قرداحي: انا رجل اؤمن بالمبادئ والقناعات والثبات في الرأي، لذا عندما اتخذت موقفي اتجاه المقاومة التي كانت تضحي بدماء شبابها لتحرير الجنوب، لتحرير عرسال وللدفاع عن لبنان في سوريا، كان موقفي مبنيا على العقل، ومبنيا على تقييم واضح وشجاع وثابت لهذه التضحيات، هؤلاء ابناء بلدي، المقاومة التي تحارب في الجنوب وفي عرسال وتدافع عن لبنان في سوريا، لانها لم تكن تدافع عن سوريا فقط انما عن كل لبناني موجود على ارض لبنان، وعن كل طوائف لبنان وليس فقط عن الطائفة التي ينتمي اليها هؤلاء المقاتلون، لذا انا لدي قناعات ثابتة وراسخة، كما قناعتي بالنسبة لسوريا عندما وقفت سوريا بوجه هذه الحرب الكونية عليها وهي حرب مغرضة، وكانت واضحة العناصر والاهداف، وقفت وبثبات ومازلت على موقفي، ولست نادمًا ابدا عن اي موقف اتخذته لانه بعد مرور الوقت، على سبيل المثال في موقفي اتجاه سوريا، كل الناس اعطت الحق لي واليوم بعد عودة العرب الى سوريا انا اعتبر انه وصلني حقي، لاني منذ البداية قلت ان هذه المؤامرة سوف تتكسر على اسوار دمشق وقد تكسرت، والان عادوا جميعا الى اسوار دمشق حاملين الورود، لذا لست نادما بالعكس.

العالم: لو عاد بك الزمن الى قبل اغسطس 2021 قبل تلك المقابلة الشهيرة، هل كنت ستعيد نفس الرأي فيما لو سؤلت عن حرب اليمن؟

قرداحي: نعم سأعيد نفس الكلام، لانني لم اقل شيئا فيه اساءة لاي احد، وانا كنت اتكلم بكل حسن نية، الحملة التي شنت علي بسبب العبارة التي قلتها في المقابلة بدأت من لبنان، لو لم تبدأ الحملة من لبنان لما كان احد ليشعر بها، ولم يكن احد اخذ بها، المقابلة كانت موجودة على اليوتيوب، سحبوها وبدؤوا، لا لن اغير شيئا في كلامي، يمكن كان لازم اوضح اكثر اذا كنت اريد ان اتحدث عن حرب اليمن، لم أُعطى المجال اكثر للتوضيح لكن كان يجب ان اوضح اكثر انه انا حريص على اليمن مثلما انا حريص على السعودية، مثلما انا حريص على الامارات، وهذه الحرب حرب استنزاف للجميع للبلدين ولجميع المتحاربين، لذلك انا طالبت بوقفها بعد سبع سنوات من الحرب.

العالم: هل تعتبر ان الاعلام لم ينصفك كوزير؟

جورج قرداحي: ليس كل الاعلام، الاعلام الذي خاض الحملة ضدي هو اكبر بكثير ولديه امكانيات كبيرة ومملل ومعروفة الجهات التي تموله، والى من ينتمي وماهي سياسته، لذا اعرفهم ومعروفون، لذلك يمكن الاعلام الذي دعمني هو اضعف لأنه لم يمتلك كل الامكانات مثلما انا لا امتلك كل الامكانات مثل الجيوش الالكترونية ووسائل التواصل والمواقع الالكترونية الموجودة بكثرة في لبنان، المحطات التلفزيونية، الصحف، هناك جانب من الاعلام وقف معي وانا احييه واوجه له التحية هناك اعلاميون كانوا رائعين خرجوا وتكلموا بالفم الملآن، دافعوا عن الحق وعني وبكل موضوعية، والبعض قد لا اعرفهم، لكن الحقيقة كانوا شجاعان ووقفوا في وجه هذه الحملة الظالمة.

العالم: بنظرة موضوعية كاعلامي كيف تقيم اليوم دور الاعلام في لبنان، يمر لبنان في مرحلة حساسة ودقيقة وكل حدث ياخذ دقة بالغة في تناوله وفي ايصاله الى الناس وفي مناقشته وهل فعلا الاعلام اللبناني اعلام موضوعي حر وطني؟

قرداحي: انا عندما كنت أرى الاعلام شاشة جميلة، ولكن عندما دخلت ولما الحملة وجهت الي وركزت علي بهذا الحقد والعدائية وبهذا الاسلوب اللاأخلاقي، وجدت ان جزءا من الاعلام في لبنان ليس فقط متفلت بل اكثر من متفلت، لدينا جزء من الاعلام لا يحترم اي شيء، ليس لديه اي ضوابط أو محرمات، يزورون اشياء ويضعون توقيعي عليها كانها اشياء ثابتة أو اشياء لها علاقة بي، لا اريد ان اسميها لااخلاقية هذا كثير عليها، لكن اريد ان اقول هناك تفلت كبير وقوي، لذا عندما استلمت وزراة الاعلام خلال ثلاثة اشهر درست اوضاع الوزارة اولا اوضاع مؤسسات الوزارة واوضاع قوانين الاعلام في لبنان وجدت انه يجب اعادة النظر في قانون الاعلام، حتى ينظف هذا الاعلام ويتنقى ويرجع هذا الاعلام الشريف الذي يريده الجميع في لبنان، وحتى الاعلام الشريف يتأذى من الإعلام المتفلت الذي فيه دخلاء كثيرون، ولا اريد ان اسميهم اعلاميين لانهم دخلاء على الاعلام وعلى الاعلاميين، والاعلاميون الرسميون الحقيقيون هم لديهم نوع من التذمر من هذا الواقع الاخر الذي لم يكن موجودا على الساحة الاعلامية من قبل، وليس موجودا باخلاقيات واساليب هذه المهنة.

العالم: قلت في احدى مقابلاتك ان اكثر من هم تناولوك بالحملات بالشخصي وبشكل موجه هم منتفعون من السعودية او من مال خليجي بشكل او بآخر، من قصدت بهؤلاء؟

قرداحي: انا لم اقل منتفعون من السعودية ولم اذكر اي جهة تموّل، انا قلت منتفعين، انا بحياتي لم اتعرض الى اي دولة عربية، دافعت عن دول ولكن لم اتعرض لدول أخرى، لذلك احفظ خط الرجعة مع السعودية مع دول الخليج (الفارسي) لانه لا نستطيع ان نتهم بشيء مجانا، لكن انا اقول هناك وسائل اعلامية لديها مداخيل وتمويل خارجي، هناك مواقع الكترونية وكثيرة وكل هذه تكلف، وهناك محطات تلفزيونية كشفت النقاب عن وجهها بالحملة المركزة علي، لانها اخذت موقف مع الاخر ضدي انا الوزير في الحكومة اللبنانية، اخذت موقف مع الاخر ضد الحكومة اللبنانية ضد التوجهات اللبنانية لذا ماذا اسميهم، هؤلاء هناك اموال تدخل اليهم ويعيشون من هذا المال، لا اريد ان اقول من هم هذا المال، ليجتهد غيري في هذا المجال، هذه الوسائل تُمَوّل لان لديها هدف سياسي وتنفذه في لبنان ضد الحكومة ضد جهات معينة في لبنان ضد فئات معينة في لبنان.

العالم: قدمت في المجال الاعلامي، هل تعتبر قدمت كل ما لديك في المجال الاعلامي ام مازال لدى جورج قرداحي ما يقدمه في هذا المجال؟ وهل نرى جورج قرداحي على منصات اعلامية مجدداً وعلى منابر اعلامية مجدداً او برامج جديدة؟

قرداحي: انا ابن هذه المهنة والكاميرا لعبتي، وانا موجود في الاعلام، ولو مازلت في السياسة وحتى عندما كنت في السياسة كنت موجود في الاعلام، وراح اكون دائما في الاعلام، قبل استقالتي كان هناك برنامج كان من المقرر اني انا الذي ساقدمه بالعيد الوطني اللبناني، وانا كنت سأكون المقدم فيه، لذلك انا موجود في الاعلام ولم ابتعد عنه ابدا لانه في دمي ولدي جمهور طويل عريض بالعالم العربي، ولا استطيع ان اهمله او ان اتغاضى عنه او ان اتركه، لذا طالما انا بنشاطي واستطيع ان اقدم ساقدم ويمكن ان ستكون برامج جديدة ونحن لها.

العالم: قلت انك لم تترك السياسية، لكن استقالتك ألا تعبر انك خرجت من هذا الباب السياسي أو لا؟

قرداحي: اذا نريد ان نتكلم بالمنطق والعقل انني خرجت من الباب العريض الى مجال آخر الا وهو السياسية، لنرى هل ستكون انتخابات في لبنان.

العالم: اقصد عندما استقلت وبالنتيجة هناك فيتو على اسم جورج قرداحي، لنقل سعوديًا ربما، هل سيسمح لجورج قرداحي ان يدخل عالم السياسية في لبنان، ونحن نعلم انه تتداخلها الكثير من الايرادات الخارجية؟

قرداحي: صحيح، لكن عندما ندخل على اللعبة السياسية اللبنانية فمن يتحكم بها في الداخل هو الشعب اللبناني، اذا كان الشعب اللبناني يريدني ان أدخل الى السياسية، لا يستطيع احد ان يمنعه من الخارج ولا اي تدخل خارجي يمكن ان يمنعه، من الممكن انه سيكون هناك تحفظ على منصب وزاري هذه ليست سياسية، ان تصبح وزيرا هذا ليس سياسة، يجب ان تعملي وتدخلي على المعترك السياسي، ويجب ان تدخلي على المجلس النيابي، ليكون لك دور في السياسية، لذا هذا الامر يقرره الشعب اللبناني ولا احد غير الشعب اللبناني.

العالم: تقصد من البوابة النيابة أو الشعب؟

قرداحي: نعم من البوابة النيابية او غيرها.

العالم: يعني نحن امام استحقاق نيابي ليس ببعيد؟

قرداحي: لنرى، هناك احاديث، ولكن لا يوجد شيء ملموس، لنعرف هل ستكون انتخابات تشريعية نيابية، او لا.

العالم: هل تعتبر ان شعبية جورج قرداحي زادت بعد هذه الازمة؟ أي اليوم هل الندوة النيابية اقرب ربما لجورج قرداحي فيما اذا قرر ان يدخل هذا المعترك؟

قرداحي: الان لا استطيع ان اجيب، لكن ما لمسته من الناس والمحبين الذين تواصلوا معي ودعموني، نعم اقول ان شعبيتي زادت كثيرا، ولا استطيع ان اقول كم زادت وعلى الاقل 80 بالمئة من الشعب اللبناني دعمني بهذا الموقف، الحسابات النيابية والانتخابات التشريعية لها حسابات ثانية نراها فيما بعد، على كل حال انا لست طامحاً لمركز سياسي، انا طامح لخدمة بلدي، خدمة بلدي من خلال السياسة تكون عملية وحساسة وملموسة اكثر، استطيع لان اخدم بلدي من موقعي كإعلامي واينما اكون، ولكن عمليا اذا اريد ان اعمل شيء لبلدي واهلي وناسي ولمستقبل وطني ويصل مباشرة، لانه لدينا افكار تتعلق بمستقبل لبنان، وانا دائما انادي بانه حان الوقت للشرفاء والانقياء ان يستملوا السياسية في لبنان، ويجب ان نخلص من هذه الخزعبلات والاعبين الذين ينطون على الحبال من هنا وهناك وكل يوم بموقف، يوم يتحالف مع ناس وفي اليوم الثاني يتحالف مع غيرهم، هذه الفزلكة السياسية اللبنانية التي هم يعتبرونها ذكاء سياسي، طبعا هذا ليس ذكاء سياسي، الذكاء السياسي استقامة، الرجل السياسي يجب ان يتحلى بالاستقامة، لانه يجب في ان يكون البداية مخلصا مع نفسه ومع الناس، مستقيم مع نفسه ومستقيم مع الناس، حتى نستطيع ان نبني بلدا.

العالم: هل بتقديرك من السهل ان ينظف البلد من هؤلاء المتسلقين على المصلحة الوطنية؟

قرداحي: هؤلاء المستلقين والمتزلفين والسراقين والنهابين هم من اوصلوا لبنان الى هذا الحال، والى متى سيبقون، لابد من ان تاتي ناس نظيفة، حريصة على المال العام وحقوق ومصالح الناس، وعلى مصلحة الوطن، ونعيش بوطن كلنا مع بعض، والا هذا الوطن، لا مستقبل له.

العالم: على المستوى العربي حصدت قلوب الملايين، هل تعتبر تأثرت هذه الصورة بشكل او باخر بعد الازمة الاخيرة؟

قرداحي: قد تكون تأثرت عند بعض الناس ومعروفة اسماؤهم، الناس الذين ساهموا في الحملة ضدي وهم من دول معينة، لكن على المستوى الشعبي اعطتني افاق وابعاد جديدة وانطباع جديد لدى الناس الذين يحبونني، اكتشفوا فيني غير هذا النجم التلفزيوني، اكتشفوا فيني الانسان، لان الرسائل التي تصلني من كل انحاء العالم العربي هائلة، القصائد، الكلام الجميل، اعطتني ابعاد ثانية.

العالم: اذن لم تكن مؤذية لمسيرة جورج قرداحي؟

قرداحي: لا، يقولون "ربّ ضارّة نافعة" هذه هي.

العالم: جورج قرداحي الانسان ماذا يقول اليوم للشباب في معرض التعبير عن ارائهم الحرة، في معرض هذه الآراء التي تاخذ بعدا انقساميا وما اكثرها في العالم العربي ،اليوم بين المقاومة وبين التطبيع؟

قرداحي: اريد ان اقول لهم ان كل شخص يتحدث عن قناعاته ولكن ان يكون بالفعل مقتنع فيها ويحكّم عقله عندما يريد ان يعطي رأي، ولا يحكم العاطفة او لانه ينتمي الى المذهب الفلاني مثلا يجب ان يكون موقفه معلب اتجاه المذهب الاخر او اتجاه القوى في المذهب الاخر، لا. نحن كلبنانيين يجب ان نبني مواقفنا على العقل اكثر من القلب.

العالم: جورج قرداحي الاعلامي ماذا يقول لكل اعلامي اليوم في لبنان وفي العالم العربي؟

قرداحي: اقول انا افتخر بمواقفي، هناك الكثير من الناس لاموني بان الاعلامي مثل الفنان لايجب ام يعطي رأي، ولكن انا اعطيت رأي وافتخر فيه وانا دفعت ثمن مواقفي منذ عشر سنوات بالنسبة لسوريا وبالنسبة للمقاومة في لبنان، واليوم دفعوني ثمن بالنسبة لمواقفي من اليمن، انا فخور بذلك، وكل اعلامي هو صوت الناس لايجب ان يخفي الحقيقة. الاعلامي يجب ان يجاهد من اجل الحقيقة حتى لو كانت على حسابه، ويجب ان يكون صادقاً اولا مع نفسه وثانيا مع جمهوره ويجب ان لايخون ثقة جمهوره به، هذا مختصر ما اقول لهم.

العالم:جورج قرداحي السياسي ماذا يقول، اي رأي يقول به، او اين يقرأ موقع المقاومة في قوة لبنان ومستقبل لبنان؟

قرداحي: انا طبعا اقرأ المقاومة في قوة لبنان، لان المقاومة غيرت كل المفاهيم في لبنان، المقاومة، اعطت لبنان عزة وكرامة، ويجب على كل لبناني ان يعترف بذلك وان يدرك ذلك وان لا يخجل من هذا الموقف ان لم يكن من اهل المقاومة، يجب ان يعرف ان شباب المقاومة الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم الذكية وهم شباب في مقتبل العمر، ذهبوا الى الخطر حيث ما كان ليدافعوا عن لبنان، هم دفعوا دم من اجل كل واحد في لبنان، وليس فقط من اجل الطائفة الشيعية او اي طائفة اخرى، دفعوا دماء من اجل جميع اللبنانيين، لازم ننحني امام هذه التضحيات.

انا لا اقول هكذا لانني قريب من المقاومة، كلامي هذا من القلب الى القلب حيث واقعي وصادق، هؤلاء اهلنا ومن دمنا ولحمنا، صحيح نحن نختلف في الطوئف، هذا ماروني وهذا شيعي وهذا درزي وهذا سني، لكننا ابناء بوتقة وحدة، نحن جُبلنا مع بعضنا البعض، وعلى مر التاريخ اندمجنا وانخلطنا مع بعضنا، نحن من فئات دم واحدة، لانريد ان ناخذ التاريخ ونقف عنده مثل ما هو اليوم في حزب معين في طائفة معينة، لا. نحن يجب ان نفكر بأننا شعب واحد، وانا اقول كل احد من عندنا كلبناني شريف يجب ان ينتمي الى كل طوائف لبنان.

انا لست فقط مارونياً، انا ماروني وشيعي ودرزي وسني وانا اي طائفة موجودة في لبنان انا اللبناني منها وانا فيها.

العالم: ولمن يعتبر ان مستقبل لبنان لن يكون مستقبل سلام مع وجود المقاومة؟ يعني لبنان السلام يجب ان يكون دون المقاومة؟

قرداحي: هؤلاء لان لديهم افكار مسبقة اتجاه المقاومة، وهؤلاء يعتبرون المقاومة وكأنها جاءت من بلد آخر من كوكب آخر، لم يعتبر ان هذه المقاومة منتمية الى شعب متجذر متأصل في لبنان، وله تاريخ في لبنان اكثر من تاريخ هؤلاء الذين يدعون ان المقاومة طارئة على لبنان، المقاومة ليست طارئة على لبنان، بيئة المقاومة ليست طارئة على لبنان، بيئة المقاومة هي لبنانية اكثر من اي احد لبناني، وضحت اكثر من اي أحد، دفعت دماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن، وعن اهل هذا الوطن كلهم، لذلك نحن يجب ان نقارب الموضوع بشكل مختلف، يجب ان نتخلص من هذا التحجر وهذا العقل العدائي الانعزالي، يجب ان نقارب الموضوع بشكل افضل. انا أهل المقاومة هم اهلي والمقاوم في المقاومة هو اخي، الذي يضحي بدمه لا يضحي بدمه من اجل ايران، يضحي بدمه من اجل لبنان من اجل تراب الجنوب والبقاع ومن اجل تراب كل لبنان، لذا يجب ان نقارب الموضوع وان يكون هناك حوار بين بعضنا، حوار بالمحبة وليس بالعدائية، وليس هذا لك وهذا لي، لا كله لك ولي، تعالوا يجب ان نجلس ونتحاور مع بعضنا ونتحدث بمحبة في مابيننا، حتى نبني هذا الوطن، اذا لم نبني هذا الوطن على المحبة اذن على الدنيا السلام.

22

إقرأ المزيد

جورج قرداحي : مصلحة لبنان فوق مصلحتي الشخصية