أعلن وزير الخارجية الإيراني یوم السبت الماضی خلال اتصال هاتفي بالأمين العام ‏للأمم ‏المتحدة أن سياسة الضغوط القصوى الأمريكية الخاطئة هي السبب في ‏الوضع ‏الراهن حول مفاوضات فيينا.‏

ايران برس_آراء: وأشار “حسين أميرعبداللهيان” خلال هذا الاتصال إلى استمرار مبادلة الرسائل ‏بين ‏إيران وأمريكا عبر الوسيط الأوروبي، منتقدا القرار الأخير لمجلس الشيوخ ‏الأمريكي ‏ضد إيران، قائلًا إنّ الحصول على اتفاق مستدام وقوي ومنصف يتطلب ‏تبني قرار ‏واقع وشجاع من قبل الإدارة الأمريكية بسبب تبنيها نهجا خاطئا في ‏السابق.‏

يشار إلى أن الجولة الثامنة من المفاوضات الرامية إلى إلغاء إجراءات  الحظر الأمريكي  انطلقت 27 كانون الأول/ديسمبر ودخلت 11 من آذار/مارس في ‏فترة ‏تنفس وذلك باقتراح من مسؤول السياسة الخارجية للأتحاد الأوروبي ‏‏“جوزيب ‏بوريل” حيث عاد المفاوضون إلى عواصمهم.‏

ولم تتخذ أمريكا باعتبارها المنتهكة للاتفاق النووي المسمى بـ“خطة ‏العمل ‏المشترك الشاملة‏” بعد قرارا سياسيا حول قضية الضمانات وإخراج ‏أشخاص ‏طبيعيين واعتباريين إيرانيين من قائمة الحظر.‏

وتشدد الجمهورية الإسلامية الإيرانيةعلى أنه نظرا لتاريخ الغرب وأمريكا ‏في ‏النكث للعهود في التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، فعلى الجانبين التوصل ‏إلى ‏اتفاق قوي وعادل ومستدام تبديدا لمنسوب القلق الغربي المزعوم ‏تجاه ‏البرنامج النووي الإيراني السلمي وكذلك توفيرا لأرضية تتمتع إيران فيها ‏بالمصالح ‏الاقتصادية للاتفاق النووي وعلى هذا فإن الوفد الإيراني المفاوض قدم ‏اقتراحات ‏ومبادرات عملية للأطراف ومجموعة التعاطي الأخرى في ‏المفاوضات في ‏اطار خطوطها الحمراء.‏

وفيما أن مفاوضات فيينا بانتظار اتخاذ قرار سياسي من قبل واشنطن حول ‏عدة ‏قضايا مهمة فإن مجلس الشيوخ الأمريكي قام مؤخرا بالمصادقة على ‏مشروع ‏قرار يقضي باستمرار الحظر ضد البنك المركزي الإيراني وكذلك منع إلغاء ‏الحظر ‏المفروض على حرس الثورة الإسلامية حتى العودة المحتملة للإدارة ‏الأمريكية ‏برئاسة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى الاتفاق النووي.‏

وفي هذا السياق، يعتبر خبراء إيرانيون في الشؤون الدولية أن التناغم بين المشرعين ‏الديموقراطيين ‏والجمهوريين في المصادقة على المشاريع المعادية لإيران يدل ‏بشكل واضح على ‏التزامهم بتكتيك “العودة الفارغة إلى الاتفاق النووي” وعلى ‏أساسه فلن يتم القيام ‏بعمل خارج إطار تعليق إجراءات الحظر ضد إيران “بشكل ‏شحيح” و“غير ‏عملاني”.‏

ومن جانب آخر فإن استمرار إجراءات الحظر وممارسة السياسة المزدوجة ‏المتمثلة في الدبلوماسية من جانب وسياسة الضغوط القصوى من جانب آخر ‏يعتمدان من قبل أمريكا في وقت بات  التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا ‏بحاجة إلى كف أمريكا عن مطالبها المبالغ فيها وكذلك قيامها بإجراءات عملانية ‏وبناء الثقة.‏

وكتب مجلة “بولوتيكو” الأمريكية مؤخرا نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض قوله ‏أن موقف واشنطن يتمثل في أن إيران طالما لم تتخذ خطوات تتخطى الاتفاق ‏النووي لتبديد المخاوف الأمنية فإن حرس الثورة الإسلامية لن يخرج من قائمة ‏المنظمات الإرهابية المزعومة فيما أن المحور الرئيسي للاتفاق النووي كان ‏الإلغاء الفاعل للحظر الاقتصادي تجاه قيام إيران بالتزاماتها النووية ولا تمت أبدا ‏بصلة للمواضيع الدفاعية والسياسات الإقليمية الإيرانية.‏

ومن الواضح أن استمرار فرض الحظر على إيران والعرقلة الأمريكية المستمرة في ‏المفاوضات وطرح طلبات تتخطى الاتفاق النووي تدل على أن السلطات ‏الأمريكية مازالت تتابع السياسة الفاشلة التي تبنتها الإدارة الأمريكية السابقة ‏برئاسة دونالد ترامب ولم تعد لديها إرادة سياسية لتعديل المقاربة الخاطئة ‏السابقة والعودة إلى الاتفاق النووي.‏

66

اقرأ المزيد

لماذا لا تقوم وسائل الإعلام الإقليمية بتغطية المفاوضات الجارية بين إيران والسعودية؟

أسباب محاولات إسرائيلية لإفشال المفاوضات النووية