قال العضو السابق في فريق المفاوضات النووية الإيراني، حسين موسويان، في حوار خاص مع موقع "Spacewatch.global" إن الحكومة الإيرانية تدعم الحرس الثوري لأن الأخير يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية والكيان الإيراني.

إيران برس- إيران: وأوضح موسويان: التعامل الذي أبداه الغرب بشأن الاتفاق النووي دفع إيران إلى الاعتقاد بان الغرب ليس طرفًا موثوقًا به.

وأشار إلى التهديدات التي يطلقها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران وقال: الردّ الإيراني على سياسة الاعتداء وتغيير النظام الحاكم والخيار العسكري تمثل في "الصمود" و"الاكتفاء الذاتي".

وردًا على سؤال بشأن إطلاق الحرس الثوري قمرًا صناعيًا إلى الفضاء أخيرًا، قال موسويان: تواجه إيران الحظر في جميع هذه السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. في هذه الفترة صدّرت القوى العالمية خاصةً أمريكا وأوروبا أسلحة وذخائر عسكرية بمئات المليارات من الدولارات إلى الشرق الأوسط ووصلت معظم هذه الشحنات العسكرية إلى البلدان العربية المتاخمة لإيران.   

شنّ صدام عدوانًا على إيران بهدف تقسيمها، ومولت الدول العربية المجاورة هذا العدوان ودعمته القوى العالمية بالسلاح. تعرضت إيران في زمن العدوان الصدامي للآلاف من الصواريخ واستخدم صدام أسلحة كيمياوية ضد إيران بمساعدة أمريكا وأوروبا ما أدى إلى استشهاد وجرح 100 ألف إيراني.   

منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تتبع أمريكا سياسة تغيير النظام الحاكم في إيران وما زال الخيار العسكري موضوعًا على طاولة السلطات الأمريكية أيضًا.

ونظرًا لهذه الأمور، لم يكن لإيران بد من اتخاذ سياسة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجالات الاقتصاد والصناعة والصناعات الدفاعية التقليدية والتقنية السيبرانية والفضائية. هذه السياسة تأتي ردًا على سياسة الاعتداء وتغيير النظام والخيار العسكري التي يتبعها الثنائي الأمريكي- الإسرائيلي.

وفيما يخص الاتفاق النووي الذي وُقّع عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية وانسحبت منه أمريكا أحاديًا عام 2015، قال موسويان: كان الاتفاق النووي أول اختبار لكيفية التعامل بين إيران والقوى العالمية لحل الخلافات الرئيسية على أساس الدبلوماسية. يُعدّ هذا الاتفاق أشمل وثيقة في تاريخ منع انتشار الأسلحة النووية.

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفّذت التزاماتها النووية بالكامل لمدة 3 سنوات ولكن الإدارة الأمريكية انسحبت من الاتفاق النووي وانتهكت القرار 2231 الصادر من مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أثبتت طهران حسن نواياها عبر إبداء الحد الأقصى من الشفافية فيما يخص برنامجها النووي ولكن ردّت أمريكا على ذلك بفرض العقوبات على إيران والتي تُعتبر أشمل العقوبات في التاريخ المعاصر، ومع الأسف استسلمت أوروبا لسياسة العقوبات الأمريكية. وعليه، وصلت إيران إلى قناعة بأن الغرب لا يمكن الوثوق به.

وبشأن نجاح إيران في إطلاق القمر الصناعي" نور" إلى الفضاء، قال موسويان: تُعدّ إيران الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط حصلت على الاكتفاء الذاتي في الأسلحة التقليدية. بإمكان الصناعات الدفاعية الإيرانية إنتاج الطائرات المقاتلة والصواريخ والغواصات. الإطلاق الناجح للقمر الصناعي "نور" يثبت أن إيران ما زالت تمضي قدمًا في تنفيذ سياسة "الصمود والاكتفاء الذاتي" وهذا عزز مكانة إيران إقليميًا.  

وتابع: تولي الحكومة اهتمامًا كبيرًا باقتدار البلاد وتقدمها في مجال الأسلحة الدفاعية التقليدية كي تتمكن إيران من الدفاع عن كيانها ووحدة أراضيها، ويلعب الحرس الثوري دورًا محوريًا في تحقيق هذا الأمر.

 

22

إقرأ المزيد 

الحرس الثوري: إطلاق القمر الصناعي عزّز قدرات إيران الدفاعية